في واقعنا المُعاش، كم من لص يرتدي بزّة القائد في اليمن، ينهب، يسرق، يقتل، ويظهر للناس وكأنه رمز للسلطة والقيادة، بينما الحقيقة هي العكس تمامًا؟ كم من هؤلاء الذين تلبّسوا بزّات الشرعية أو بزّات الحوثي، ليغتالوا الوطن من أقصاه إلى أدناه، مستخدمين اسم الدولة، وشعار الوطن، لتبرير جرائمهم وفسادهم؟
فحين يرتدي اللص بزّة القائد، تتحول المؤسسات إلى واجهات للنهب، والمستشفيات والمدارس والمحافظات إلى مناطق صراع مستمر على المال والسلطة، بينما المواطن البسيط يعاني، بلا حماية، بلا أمل. السلطة هنا لم تعد أداة لخدمة الشعب، بل أداة للسرقة والخديعة، وجسرًا لتمرير المصالح الشخصية على حساب الوطن.
صار الوطن يُغتال بوحشية، سواء على يد من يُسمون أنفسهم بالشرعية أو على يد الحوثي، طالما هناك لصوص وقتلة وناهبين يرتدون بزّة القائد. الجرائم تُرتكب باسم الدولة، والقتل يعبث في شوارع المدن والقرى، بينما الوجوه تتنكر في عباءة السلطة.
كم من لصٍّ يرتدي بزّة قائد، يثقل كاهل اليمنيين بالجبايات والإتاوات، حتى صارت الطرقات بوابات ابتزاز، والأسواق مصائد تُنتزع فيها أقوات الناس عنوة، ويُساق المواطن الفقير إلى مزيد من الجوع والقهر! كم من قائدٍ مزيف صادر لقمة الجائع، وأكل قوت الفقير، ورواتب الموظفين التي لم ترَ النور منذ شهور بل سنوات، ليزداد الشعب فقرًا، ويزداد اللص ثراءً ونفوذًا!
لصّ يتزيّن باسم الشرعية، أو لصّ يختبئ خلف شعار الحوثي، فالوجهان في النهاية يشتركان في شيء واحد وهو سرقة وطن كامل، واغتيال حياة شعب بأكمله.
اليمنيون لم يعودوا يتحملون بزّات القادة وشعاراتهم الكاذبة، فقد سئموها واغتالهم زئيرها، الشعارات التي ظاهرها الحماية وباطنها النهب واللصوصية. صاروا يبحثون عن قادة حقيقيين، يسكنهم الولاء للوطن أرضًا وإنسانًا، قادة يبنون ويرفعون جدار الوطن الذي تهاوى ولم يجد من يقيمه، قادة يشقّون الظلام بالعمل الصادق، يزرعون الأمل حيث الخراب، ويعيدون للحياة كرامتها، بدل أن يختبئوا وراء بزّات مزيفة وشعارات خاوية. اليمن ينتظر من يحنو عليه ويبنيه، لا من ينهبه ويهينه ويغتاله.