آخر تحديث :الخميس-02 أكتوبر 2025-02:39ص

الحوثي.. فزاعة طهران الأخيرة في البحر الأحمر

الأربعاء - 01 أكتوبر 2025 - الساعة 01:49 ص

العميد/ محمد عبدالله الكميم
بقلم: العميد/ محمد عبدالله الكميم
- ارشيف الكاتب


هذه السيناريوهات كنا قد توقعناها منذ البداية ،وتحدثنا عنها الف مرة ، ونعرف جيداً كيف تفكر هذه الميليشيات:

قضية غزة كانت قضية عادلة بالفعل، لكن إيران وميليشياتها في المنطقة اختطفتها لحساباتها الخاصة.


وعندما أوشكت قضية غزة على الانتهاء، أعادت طهران تشغيل أدواتها لافتعال الأزمات، فبدأت ميليشياتها بإثارة المشاكل في البحر الأحمر، والإخلال باتفاقها مع واشنطن بعد أن كانت قد ألزمتهم بالالتزام بالهدنة.


واليوم، ومع اقتراب طبول الحرب بين إسرائيل وإيران وأمريكا مرة أخرى، أعادت إيران تكليف ذراعها الحوثية بمشاغلة الولايات المتحدة في البحر الأحمر، لتبعد الخطر عنها وتتفادى أي مواجهة مباشرة في مضيق هرمز.


وفي المقابل، تدفع بميليشياتها إلى الدخول المباشر في المعركة، وهو ما يفسر حجم التسليح الهائل الذي أرسلته طهران إلى اليمن مؤخراً.


لقد قلنا هذا مراراً وتكراراً، واليوم تتضح الصورة أكثر لكل أبناء الشعب اليمني: الحوثيراني ليست سوى أداة إيرانية، تختطف قضايانا ومعاناتنا، وتستغل قضية غزة العادلة كورقة مساومة ومقايضة لا أكثر.


‏مع فرض عقوبات اقتصادية جديدة على إيران، وبدء طبول الحرب تُقرع في أجوائها، ومع اقتراب حرب غزة من نهايتها، خرج الحوثيراني بشعار جديد وذريعة أخرى لمواصلة تدمير اليمن: يعلن أنه فرض "عقوبات اقتصادية" على أمريكا، ويتوعد السفن الأمريكية في البحر الأحمر وغيرها بالقصف ردًّا على تلك العقوبات.


لكن عند التوقف قليلًا أمام التوقيت والمناسبة، تتضح الحقيقة: الحوثيراني لم يختر هذا الشعار عبثًا. فكلما ضاق الخناق على إيران، وجد الحوثي نفسه مضطرًا لاختراع سبب جديد لاستمرار معركته. هو بحاجة إلى غطاء إعلامي جديد يبرر به جرائمه داخليًا، ويحافظ على حضوره الخارجي، ويقدّم نفسه كأداة لإيران في أي مواجهة مقبلة مع الولايات المتحدة.


الأمر لم يعد سرًا:

اليمن مختطفة بيد ايران والحوثيراني لا يدافع عن اليمن ولا عن قضية وطنية.

وما يفعله اليوم هو دفاع مباشر عن إيران، ومحاولة للتخفيف من آثار العقوبات عليها، وفتح جبهة جانبية تُشاغل العالم وتخفف الضغط عنها. والنتيجة الحقيقية الوحيدة لهذه "المعركة الجديدة" ستكون المزيد من المعاناة لليمنيين.