آخر تحديث :الخميس-02 أكتوبر 2025-02:39ص

ودعنا وودعت تعز افتهان

الأربعاء - 01 أكتوبر 2025 - الساعة 01:38 ص

جميل الصامت
بقلم: جميل الصامت
- ارشيف الكاتب


ودعت اليوم ورفاقي كما ودعت تعز الشهيدة افتهان المشهري الى مثواها الاخير في مقبرة المدبغة بالمشاولة بريف تعز الجنوبي .

لاول مرة ازور المشاولة مسقط راس استاذنا المناضل/ عبدالرقيب محمد قاسم المشولي المنافس الدائم والابرز للشيخ سلطان البركاني،

ما ان درجنا باتجاه مدخل المنطقة المشاولة حتى كانت في إستقبالنا على واجهة الطريق صورة كبيرة متموضعة للمناضل عبدالرقيب الذي حمل المشاولة وتعز واليمن والامة في قلبه ،

سلمنا عليه في طريقنا دخولا وودعنا مغادرة .

شقينا طريقنا نحو المدبغة مسقط راس افتهان التي كانت (ترقبنا) بابتسامتها من اعالي المنازل المتوشحة بصور افتهان وعبارات امضى من الرصاص ،

ربما المرأة الوحيدة التي حرصت مع رفاقي في الاعلام على دعمها وتشجيعها باعتبارها اول خطوة ل نبيل شمسان في تعين إمراة على راس واحد من اكبر واعقد المكاتب التنفيذية ،

ذلك المكتب الذي اسس ليكون سلة للمسئولين كما اطلقت عليه ابان دولة احمد الحجري في تعز .

بعد تسلمها ادارة الصندوق دعانا الصحفي مرزوق ياسين مع القديرة اروى الشميري واخرين ،لنلتقي في مكتبها ،

جئناها داعمين لا مباركين ، وخلال نقاش مستفيض شددنا ازرها واكدنا عزمنا على الوقوف الى جانبها كنموذج نسوي تحملنا على عاتقنا مسئولية انجاحه ،

واعتبرنا اي فشل هو فشل لنا داعمي المراة التي عادة ماتكون بحاجة إلى دعم مجتمعي يساعدها على تجاوز العقبات .

اذكر اني وجهت لها سؤال وهي لا تعرف صاحب السؤال ،ولم اعرفها بشخصي كما انا لم اعرفها قبلا ،واكتفينا بالتباحث حول جوانب الدعم لها .

تطرقت الى حكاية الوصاية على الصندوق مع وجود لوبي اعتاد على افشال إدارته ..

فاكدت ان لديها القدرة على التعامل معهم ،والضمانات الكافية بتحجيمهم ..

استغربت من ثقتها بنفسها بداية الامر ،حتى كشفت لنا انها قد احالت اكثر من اربعين موظفا الى النيابة ،

اكدت لنا انها في طريقها لاحداث نقلة نوعية في ادارة الصندوق للحد من الفساد ،وتحصيل موارده الضائعة والمسطو عليها من جهات اخرى .

وشجعناها على ان تخطو في هذا المضمار ووعدناها بالدعم والمساندة .

اللافت انها خاضت معركتها مع الفساد دون ان تشركنا معها كما وعدتنا ،حتى تفاجانا بالفاجعة .

يحسب لها انها خاضت المعركة واثبتت وقائع كشفت حقيقة عصابة استباحت المال العام ، تعبث بالوظيفة وتمارس الجريمة المنظمة .

ولولا انها سجلت واحتفظت بها لدى البعض لما كنا عرفنا عن تلك العصابة شيئ،

اليوم ودعنا الشهيدة إفتهان الى مثواها الاخير وداعا يليق بموظف عام حافظ على شرف الوظيفة العامة ،ملتزما بقيم النزاهة ،وروح المسئولية ،وقدم حياته ثمنا لذلك فاحبه الله ،واحبه الناس .

الرحمة والخلود للشهيدة افتهان والخزي والعار للقتلة ادوات، ومنفذين ومخططين وداعمين ومستفيدين ،

المتهمون بحسب التسجيلات والشهادات حضروا بعض مراسم التشيع وسط مقاطعة مجتمعية لافتة لهم ،فلا مصافحة ولا استقبال او ترحيب ،ونظرات إزدراء ،وهمس لا يخلو من التعليق .

واثناء توزيع كم من الصورة للشهيدة وجد اسم وشعار ماتسمى بالمجلس الاعلى للمقاومة الشعبية التابعة لحمود المخلافي والممولة من المخابرات القطرية على راس تلم الصور حتى جرى تمزيق الشعار وابعاده عن الصورة وسط اتهامات بالاستغلال ممن هم في موضع الاتهام للتغطية على جريمة الاعدام للشهيدة .