مثلت مشاركة وفد الجمهورية اليمنية برئاسة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور / رشاد العليمي في اجتماعات الدورة ال 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أهمية بالغة هذا العام، من حيث أهمية الحدث، وتوقيت وخطورة الأحداث التي تمر بها المنطقة العربية، وبلادنا على وجه الخصوص.
تابعت كلمة الرئيس في الجمعية العامة، وكانت بالفعل كلمة مهمة، حملت رسائل واضحة المعالم للداخل اليمني ولدول الإقليم وللمجتمع الدولي.
تطرقت بوضوح إلى جذور المأساة في اليمن، وخطورة ترك اليمن رهينة لمشروع إيران التوسعي عبر ميليشيا الحوثي، والتي أكدت على ضرورة العمل المشترك، لتخليص اليمن والمنطقة من هذا التهديد الخطير والمتزايد.
كما كان موفقا في تقديم تصور واضح للمجتمع الدولي لتخليص اليمن والمنطقة من التطرف الحوثإيراني، الذي يتوارى خلف الدين والمذهب والطائفة، والشعارات الدينية والقومية.
كما كان حديث فخامة الرئيس في الجلسة الحوارية في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، واضحا وشاملا وحريصا وشفافا. حرص فيه على تسليط الضوء على خلفية الكارثة التي أشعلتها إيران في اليمن، عن طريق الجماعة الحوثية المسكونة بخرافات مذهبية ماضوية، والمتشربة بسرديات طائفية عنصرية، وعلى أهمية الانتقال من إدارة الصراع إلى مرحلة القوة من أجل السلام.
كما كان موفقا في الحديث عن التباينات التي تحدث داخل المجلس الرئاسي، حرص فيه على معالجة الوضع وترميم التصدعات، لا توجيه الاتهامات ورمي المسئوليات. وتمكن ببراعة من إرسال رسائل مهمة للداخل وللخارج، وللمجلس الرئاسي نفسه، بأن نجاة الجميع يتمثل في توحدهم، وسقوطهم في فُرقتهم.
كما لاحظت النشاط والفعالية للقاءات وكلمات بقية أعضاء الوفد، عضوا مجلس القيادة الرئاسي، اللواء عيدورس الزُبيدي والدكتور عبدالله العليمي، وكذلك الدكتور شايع محسن وزير الخارجية.
بلا شك؛ أن مشاركة اليمن في هذه المناسبات ـ التي يحضرها جميع زعماء العالم ـ لها أهمية بالغة للتذكير بما يعانيه اليمنيون ويحتاجونه، حيث أصبح العالم جسدا واحدا، بمصالح واحدة.
الخلاصة:
بلا ريب؛ أن فخامة الرئيس يعمل داخل مساحة محدودة، مليئة بالألغام والتعقيدات والصعوبات، ويفتقر إلى أدوات كثيرة، لفرض هيبة الدولة وإنفاذ القانون وقدرات الدولة، نتيجة لظروف وتعقيدات كثيرة، ومع ذلك فهو يعمل بصمت وهدوء، وحقق الكثير من الإنجازات التي حافظت على تماسك الدولة وتوحيد أطراف العمل السياسي في اليمن فيما يتعلق بالأهداف الرئيسة، ولذا؛ يجب أن يقفو خلفه الجميع، للعون والمساعدة، لتجاوز الوضع الصعب الذي يعاني منه اليمن.
نرى في الدكتور رشاد وزملائه في المجلس الأمل لإنقاذ اليمنيين، إلا أن كل من يهمه أمر اليمن يشعر أن معالجات المجلس للملفات الرئيسة تحتاج لمضاعفة الجهود والتركيز على الأصول لا بالفروع، وبضرورة الذهاب إلى أصل وجذر المأساة، لا الغوص في تفاصيل إدارة الخراب، والانشغال بمعارك جانبية على حساب المعركة المركزية.
شخصيا أجد نفسي متفائلا بتحركات المجلس الرئاسي والحكومة خلال المرحلة الحالية والقادمة، في كل الملفات التي تصب في صالح الوطن والمواطن، وتقرب اليمنيين من نهاية النفق المظلم، الذي تحاول القوى الظلامية إبقاء الجميع رهائن دهاليزه المظلمة.