حضرة اللواء الزبيدي وكل اعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي... طيب الله أوقاتكم،وسدد خُطاكم...
كما تعلمون انه بعد العدوان الإسرائيلي على قطر لم يعد الحديث عن نية الجنوبين (في حال اتت دولتهم) بانهم سيطبعون مع اسرائيل وينضوون تحت ما يسمى بسلام ابراهام سيء الصيت،، فإسرائيل كما تُحدثنا تجاربها العدوانية طيلة ثمانية عقود وبالذات بعد العدوان على قطر باتت تنظر لها دول الخليج وهي مُحقة بتلك النظرة تماما بانها صارت خطرا وجوديا بامتياز يهددها ويستهدف امنها القومي والعربي برمته.
وبالتالي اي تصريحات ولو كانت على سبيل التمني او إنفاذًا لإملاءات الأشقاء بالامارات بتشبيك علاقات مع اسرائيل تعني بالضرورة لدول الخليج تعاونا مع دولة معادية لا تتورع بالعدوان عليها وعلى اي دولة عربية بما فيها الدول الخليجية الداعم الرئيس لمجلسكم الانتقالي و تستظل بمظلة الحماية الامريكية، كما انها اي اسرائيل لا تخفي طموحاتها التوسعية بالمنطقة العريية.
كما ان مثل هكذا حديث تطبيعي في ظل مذابح وفظائع مروعة ترتكبها في غزة يمثل استفزازا صارخا لكل العرب والمسلمين، فضلا عن انه يضع الجنوبيين والانتقالي في نظر الشارع العربي بدائرة المنبوذين، ويمثل للنخب العربية وبالذات المصرية استهدافا مبيتا لبلادهم ،خصوصا في ظل توتر العلاقات بين القاهرة وتل ابيب.
خلاصة القول: لا نكرر تذكيركم بموقف تاريخ دولة الجنوب المشرف تجاه قضايا العرب وتجاه فلسطين مواقف أخلاقية قبل ان تكون قومية ونتمنى ان لا نتنكر له ونسحقه تحت احذية حماقاتنا ... فخطاب الاننقالي وبالذات الخارجي بحاجة الى إعادة ضبط إيقاعه ومراجعته، فما كان يصلح في رمال السياسة قبل عدة اشهر لم يعد صالحا اليوم في ظل التطورات الدراماتيكية بالمنطقة وتبدل التحالفات ،وضرورة مراعاة المزاج العربي المتشنج بشقيه الشعبي والنخبوي السياسي... فمثل هكذا خطاب منفلت يستعدي القضية الجنوبية لدى كل معظم العرب وتفقد بالتالي هذه القضية حضورها الإقليمي والعربي الذي حققته بالسنوات الاخيرة.
نتوخى منكم بالمجلس الانتقالي ان تعتبروا بغيركم على الساحة العربية ولا تجعلوا انفسكم عِبرة لغيركم. انظروا على سبيل المثال لا للحصر الخطاب المخزي لطائفة الدروز في سورية كيف جعل هذه الطائفة التي لها تاريخ مشرف بمقاومة الاستعمار، جعلها متهمة ومكروهة بالشارع العربي والاسلامي بسبب استقوائها بالخارج، واي خارج انه العدو الصهيوني الذي يحتل ارضها وينتهك ليل نهار سيادتها ولا يفرق بين عربي ودرزي ، ولا بين مطبّع ومناهض، ولا بين خليجي وشامي ومصري ويمني.
يشهد الله اننا لا نريد لكم ولنا جميعا إلا كل خير بالعيش بسلام ومحبة وكرامة وعِزة نفس نورث لأولادنا واجيالنا القادمة مواقف و سمعة مشرفة ولسان طيب يتباهون به امام الأمم ،وهي رأسمالهم الكبير والوحيد، خصوصا مع عجزنا ان نوفر لهم مستقبل معيشي اقتصادي يليق بهم، وحتى لا نجعلهم يشخّون فوق قبورنا ولا نورث لهم قبح السمعة وشظف العيش معاً ، تمثلٌ بقول الشاعر المتنبي:
(لا خيل عندك تهديها ولا مالُ× فليُسعد النطْقُ إن لم تُسعد الحالُ )
تقبلوا خالص الود.
* صلاح السقلدي