عشية الاحتفاء بذكرى التاسيس ال35 للحزب بات من الضرورة بمكان التوقف امام المناسبة ، وليس هناك افضل من اعادة قراءة اللحظات الاولى للمخاض قبل انطلاق من واقع مذكرات هي الاهم للرجل الاول في الحزب .
ستظل مذكرات الشيخ عبدالله الاحمر حول تاسيس حزب الاصلاح هي الاصدق فيما حوته مذكراته ،فقد قدم شهادة تؤكد ان التاسيس كان من رحم المؤامرة، لمواجهة مشروع الحلم الوطني ،
وربما قد تتلاشى مع طبعات قادمة .
فقد كشفت مذكرات الاحمر ان الاصلاح كان هو الحزب المعرقل ،لمواجهة الشريك الجديد ومختلف القوى الوطنية المتوقع ان تدور في فلكه حسب زعم الاحمر .
اعتراف الاحمر ان الحزب الذي راس هيئته العلياء تاسس في غرفة عمليات الرئيس صالح في خضم مؤامرة خبيثة لعرقلة الاتفاقات الوحدوية الموقعة مع الشريك القادم من الجنوب بتجربته ودولته ،من اجل ايقاعه في فخ مركز الحكم المقدس ذو النزعة الطائفية والتركيبة القبلية،
الاحمر نقل عن صالح :كونوا حزبا رديفا للمؤتمر ،ونحن واياكم كتلة واحدة لن نفترق ...
شهدت لحظة الميلاد الاولى حالة لانقسام الخلية في حضانة غرفة الاستخبارات،على غير ما تولد عليه وتتاسس الاحزاب الطبيعية،
لقد اثبتت مذكرات الاحمر ان حزبه لم يكن ذا منشا وطني ،بل كان للعرقلة والتعطيل ،إستدعته الموامرة ،
فقد عرقل الوحدة وخاض الحرب لاسقاط دولتها وعطل مشروعها ودستورها ، وواصل المشوار في خدمة مركز الحكم ب(تفخيخ) البلاد من خلال شد المجتمع لثقافة التخلف وتعزيز قيم البداوة لتقويض الدولة المدنية والحداثة،
ربما رصدت محاولة انقلاب (ناعمة) قد يكون قادها الاستاذ محمد قحطان - فك الله اسره - لكنها سرعان ما تعرضت الاجهاض مع اول بوادر للتغيير في البلاد بفعل نزعة ولدتها حسابات محكومة بمشاريع صغيرة تقاطعت معا مشاريع اقليمية ودولية .
كما اعترف الاحمر في مذكراته ان تنظيم الاخوان هنا إستخدم لخدمة الكيان الجديد ،ومن هناك كان لفظ (التجمع) لقوى ذات مشاريع ذات وجهات ،ربما الازمة الاخيرة كشفت الغطاء عن بعض منها وإن اخذت شكل لعب الادوار، اوالتنوع ،فالحالة الفصائلية ان جاز التعبير حاضرة ،وسنشهد لها تبلورا في المستقبل كحال اي تنظيم سياسي يتعرض لمحنة .
لكن مع كل ذلك هل مايزال الاصلاح حزب معرقل ..؟!
وهاكم ما ورد في مذكرات الاحمر بالنص :
"بالنسبة لنا المشائخ والعلماء، كان توقُّعنا أن الحزب الاشتراكي دخل الوحدة وسيضمُّ إليه الأحزاب اليساريَّة في الشَّمال من ناصريِّين وبعثيِّين وتلك المسمَّيات الأخرى، حزب "عمر الجاوي" مثلاً، وسيشكِّلون كتلة واحدة، وكنَّا جميعاً في المؤتمر الشَّعبي العام.. ولهذا؛ لا بدَّ لنا من إنشاء أحزاب تكون رديفة للمؤتمر، وطلب الرَّئيس منَّا بالذَّات مجموعة الاتِّجاه الإسلامي وأنا معهم أن نكوِّن حزبًا في الوقت الَّذي كنَّا لا نزال في المؤتمر، قال لنا: "كوِّنوا حزبًا يكون رديفاً للمؤتمر ونحن وإيَّاكم لن نفترق وسنكون كتلة واحدة، ولن نختلف عليكم وسندعمكم مثلما المؤتمر، إضافة إلى أنَّه قال: إن الاتِّفاقيَّة تمَّت بيني وبين الحزب الاشتراكي وهم يمثِّلون الحزب الاشتراكي والدَّولة الَّتي كانت في الجنوب، وأنا أمثل المؤتمر الشَّعبي والدَّولة الَّتي في الشمال، وبيننا اتفاقيات لا أستطيع أتململ منها، وفي ظلِّ وجودكم كتنظيم قوي سوف ننسق معكم بحيث تتبنَّون مواقف معارضة ضدَّ بعض النِّقاط أو الأمور الَّتي اتَّفقنا عليها مع الحزب الاشتراكي، وهي غير صائبة ونعرقل تنفيذها، وعلى هذا الأساس أنشأنا التَّجمع اليمني للإصلاح في حين كان هناك فعلاً تنظيم وهو تنظيم الإخوان المسلمين الذي جعلناه كنواة داخلية في التجمع لديه التنظيم الدقيق والنَّظرة السِّياسيَّة والأيديولوجيَّة والتَّربية الفكريَّة ."
منقول