آخر تحديث :الثلاثاء-09 سبتمبر 2025-08:01ص

حين يصبح السكران رمزًا للحب والجمال

الثلاثاء - 09 سبتمبر 2025 - الساعة 01:35 ص

نشوان العثماني
بقلم: نشوان العثماني
- ارشيف الكاتب


حين تنادي أحدهم "يا سكران"، لم يعد هذا معيبًا!

أن تقول يا سكران كأن تقول يا رفيق،

وربما أكثر حميمية!


وقد أسسنا جروبات لكل سكران، لا يُسكع فيها النداء إلا على هذا الأساس.

أعضاء هذه الجروبات لا يحتسون الكحول ولا النبيذ، ولا حتى البيرة، لكنهم يسكرون بالكلمة، بالقصيدة، بالنص، بالسرد، يبحثون عن الجمال في الأثناء في التفاصيل الدقيقة وفي كل مكان.

ويسكعون أحيانًا نوعًا فاخرًا.


والسكران في اليمن اسم يمكن أن يكون الأول أو لقب العائلة.

وفي عدن مقهى شهير باسم "سكران"، لا يحلو الشاي المحلكد إلا منه وبداخله كأعلى مستوى من مذاق الشاي العدني.


والمحلكد لا يعني أبدًا الكحول، من أي نوع.

المحلكد شاي عدني مُلَبّن وازن القيمة راكز المزاج.


ابن الفارض كان سكران. قال:

(شربنا على ذكر الحبيب مُدامَةً

سكرنا بها من قبل أن يُخلق الكَرْمُ)


والحبيب هنا هو الله..


ومولانا جلال الدين الرومي كان يسكر - على طريقته - ولديه خمريات.

ذات مرة طلب منه أستاذه شمس تبريز أن يذهب إلى الحانة وأن يأتيه بكأس. وقد فعل. ولم يشرب لا هو ولا شمس!

لكنهما سكرا تمامًا ًحبا وعشقًا بالإله حد أن فارقا الزمان والمكان.


ويوحنا الصليب لديه النشيد الروحي، سُكْر أعمق جدًا من أي سُكْر.


وسفر نشيد الأنشاد في غاية العمق جمالًا باذخًا، أنشودة الحب الإلهي بين الله الإنسان.


وانتم تسكرون كل يوم ولا تعلمون.


وهو مفهوم مختلف إذن يا قومنا.

والسكران يا عرب يثمل بالحب.

السكران يا شرق أوسطنا العزيز يحتسي فنجان الشاي المحلكد وهو يسبح الإله، شاكرًا من كل قلبه كل نعمة.

وكذلك إن قرع كأسه.

وليس كل من يقرع الكأس يسكر، كما ليس كل من دخل البار يثمل.


أما أن نسكر حتى غياب الوعي فهذا لا.

هذا هو الـ لا يليق أبدًا.

وأما دغمتين من معين كل هذا الحب فلا بأس.


وقد كان حمادي في بداياته متطرفًا ضد كل لون أحمر، لحتى كُشف له السر لاحقًا واستنار وأصبح لا يحب إلا الأحمر حتى في الصيام، كالشاي الأحمر مثلًا.


واسم نشوان في العربية بمعنى الفرح، ويقال فرحان أو سكران. وفي العبرية ذات القيمة العددية يذهب المعنى إلى "المُعطى من الله".