الأمم المتحدة، تلك المنظمة الدولية، أصبحت لا تخفي ممارساتها المشبوهة في اليمن منذ انقلاب الحوثي وحتى اليوم. دورها لا يقتصر على إنهاء الانقلاب ومعاناة ملايين اليمنيين، بل يمتد إلى إطالة عمر الحوثي على حساب الشرعية واستعادة الدولة.
طائراتها لا تتوقف عن الهبوط والإقلاع من مطار صنعاء الدولي، وعلى الرغم من أن المطار أصبح، مع وقع الضربات الإسرائيلية، خارج نطاق الخدمة، فإن طائراتها تغامر. وفي تلك المغامرة هناك أكثر من سؤال، وجميعها تنحصر حول: ما الذي تنقله تلك الطائرات لعصابة المليشيا؟ وما الذي تحمله معها في طريق العودة؟ وأين الشرعية من كل ما يجري في وضح النهار؟ ولماذا لا تعترض وتحتج، مكتفية بتغريدات وزير إعلامها، الذي يظهر وكأن هناك تحركًا حكوميًا، في حين أن الأمر مجرد نوع من المغالطات؟
ها هي الطائرات تنقل جرحى الحوثي من مطار صنعاء للعلاج بالخارج، وقبلها نقلت مسيرات وقيادات إيرانية وحوثية. والشرعية صامتة تجاه تلك الشراكة المشبوهة بين الأمم المتحدة والحوثي. لم تعد المنظمة الأممية ومبعوثها يقفان حتى في حياد ظاهر، بل في انحياز واضح يزيد في نزيف الدم اليمني ويطيل أمد الحرب، التي دخلت في وقت مبكر عامها الحادي عشر.
كلنا سمعنا عبر الإعلام أن اليمن تحتج على هبوط الطائرات في مطار صنعاء ودورها المشبوه، وطالبت بالتحقيق، كلام مسؤول، ولكن إجراء لا يتعدى التصريحات والتغريدات التي يخرج بها معمر الأرياني. وهنا نسأل: هل قدمت الحكومة اليمنية رسالة احتجاج إلى الأمم المتحدة وطالبت بالإيضاحات؟ وحينما طالبت بالتحقيق، نسأل مرة أخرى: من طالبت؟
من المعيب أن تغيب الحكومة، عبر وزير خارجيتها والمندوب الدائم بالامم المتحدة، عن التعاطي الدبلوماسي مع غموض الطائرات الأممية. المجتمع الدولي الذي يراقب الأحداث في اليمن لا يتعاطى مع التغريدات، بل يتعاطى مع المراسلات عبر القنوات الدبلوماسية، لكشف الغطاء السياسي والعسكري المقدم من الأمم المتحدة للحوثيين، وكشف هشاشة الشرعية وصمتها المريب، الذي يضعها محل اتهام.
الدور الأممي المشبوه مع الحوثي لا يتصدى له بتغريدات حكومية!!!