جبهة الموارد لعلها الجبهة المشتعلة الوحيدة وربما الاكثر اشتعالا في تعز مما سواها ،
حيث تعيش المدينة لاكثر من ست سنوات على الاقل حالة اللاحرب واللا سلم ،مع توقف مرثونات كانت تقام سنويا لتصفية العهد قبيل رمضان ،
ثم تطورالامر الى انفجارات مخازن ،بين الفينة والاخرى ،معززة بعمليات قصف احيانا تنسب لكائنات فضائية تستهدف مقدرات جيش طيور الجنة ..!
وفيما تحررت كافة الجبهات لتستقر وتنام على ظهر اتفاق غير معلن ،ماتزال جبهة الموارد لم تتحرر او تنتفض بعد ،وتحتاج الى قائد محنك وشعب يسند عملية التحرير .
يشتغل عليها امراء حرب ،ويتنافس حولها رجال تحرير المحرر ،كاهم جبهة على الاطلاق، يعدها البعض الجبهة التي تبيض ذهبا .
وهي بالمناسبة واسعة، وليست فيما ظهر وبان للعلن او ماتم استعراض تفاصيله مؤخرا والمحصور في ضرائب ايرادات مبيعات الذهب الاخضر (القات)، وهي ايرادات مشتركة للمحافظة ،
لكن هناك ماهو مركزي يجري التعامل معها كغنينة حرب ،
واحاطة ذلك بهالة ادعاء يطيل امد الاستثناء ، ويضخم عدم التعافي ، لايتاتى معها اي تحصيل ،وهو ما يتضح مع حالة المؤسسات (الباركة) حد التعطيل والاخرى المتوقفة حد التدمير .
جبهة الموارد المشتعلة لها جيش جرار بكامل تجهيزاته يدافع عن حياضها ضد المعتدين امثالي طبعا ،
وتنقسم الى رسمية ،واخرى جبايات فرضت من خارج العداد ،لتضاف بارقام تزيد عن قيمة الخدمة احيانا ،ولانها بلا قانون يجري التعامل معها كغنيمة حرب ايضا ،فتجد القائمين عليها وحدهم يشيدون ،ويضاربون ، ويستثمرون ،ويعبثون ،
لايسالون ولا يحاسبون ،بحجة انها ليست اموال دولة ..؟
،والاهيرة محصورة بنصوص واما الجبايات ،فهي تجارة في نظر البعض جرى شرعنتها لمواجهة متطلبات المعركة التي ابتلعت امكانات دول التحالف مجتمعة ومفرقة ، ومقدرات دولة وحكومة الشرعية وشعب من خلفها وماتزال ثقبا اسود ،
لن تتعافى تعز وجبهة الموارد مشتعلة ،مالم يجر اخمادها، فستظل تمثل للشرعية وللدولة اليمنية ثقبا اسودا ،
اي محاولة لسده بالطبع ستواجه بحالة ابتزاز ليس اقلها تسليم بعض المواقع لاثارة المخاوف من غزو تتري محتمل .
المتتبع للتفاصيل لن يجد في جبهة الموارد سوى مشروع استثمار يدر ارباحا خيالية ،يدار من قبل جماعة تمارس تجارة الحرب بابشع صورها .
الجبهات الاخرى لم يطرأ عليها اي تغير وتراوح مكانها ، لاتتمدد ولم تزد اتساعا ولو لمتر واحد منذ تدشين مشروع للردة والتخادم ،وبدانا نشهد حربا من نوع غير معهود عرفت بتحرير المحرر ،بالتزامن واشتداد الضغط على جبهة الموارد المباركة ،
ربما الاخيرة لعبت دورا في دعم حرب تحرير المحرر التي خلقت انفساما في صفوف الشرعية ،وتسببت في تهتك النسيج الاجتماعي .
ثمة حقيقة انه لن تتحرر تعز قبل تحرير جبهة الموارد فيها ،
التي لطالما وصفها خبراء بانها تشكل ثقبا اسودا ينبغي سده ،مالم ستبق تعز رهينة تلك الجبهة وذلك الثقب .