آخر تحديث :الثلاثاء-26 أغسطس 2025-11:09م

الفساد.. إعاشة دائمة!

الثلاثاء - 26 أغسطس 2025 - الساعة 09:19 م

خالد سلمان
بقلم: خالد سلمان
- ارشيف الكاتب


إحباط كلمة تجسد الشعور الشعبي العام من فضيحة صنعتها الرئاسات والحكومات المتعاقبة ، إنها الإعاشة لجيش جرار يتساوى وجوده مع عدمه ، قليل الفعالية طفيلي ، أخطبوطي الأيدي الممتدة إلى كل مايفوح منه رائحة المال و المصلحة.

مفارقة موجعه أن يربط الناس في الداخل على بطونهم حجراً ، يوفرون الذرائع للحكومات من أن بؤسهم يتصف بالمؤقت ،ويرتبط بحالة الحرب وإنقطاع مصادر الدخل الأجنبي ، فإذا علبة العفريت تفتح وتخرج الأسماء بشماته وهي تحصي مكاسبها: فلة هنا وفلة هناك عقار في هذه العاصمة وآخر في تلك العاصمة ، في تواطؤ يتسم بالدناءة بين الحكم وهذه العلقات المتطفلة.

كشوفات الإعاشة ليس سوى قمة جبل الجليد، عن قاعدة غير منتجة تستنزف المال العام، وترمي بمسامير الإحباط في الوسط الشعبي ، إحباط من السياسات ،ويقين بأن هذه الأدوات لن تحرر قطعة آرض ولن تستعيد دولة.

معلمون بلا رواتب يتم قمع حقهم بالإضراب ،تحت عنوان الأولوية للميدان ولملف الحرب ، جنود على خطوط تماس بلا راتب لشهور عدة ،وإن جاء فهو لايشكل حافزاً للصمود والمواجهة ، في ما المليارات تذهب لشمطاوات السلطة وجيوش البطالة.

المحزن في الأمر أو المقلق ، أن لاسياسة إصلاح موحدة لهذا العطب ، في حين تفتح الحكومة الجديدة نافذة أمل ، تذهب الرئاسة حسب التسريبات إلى تمرير ملايين الإعاشة كحق مكتسب !.

من المستفيد ومن المضار من هذا العبث؟

المستفيد الحوثي الذي يشتغل على إنكشاف هذه الطبخة الفاسدة ، مع إنه الأسوأ.

والمضار تماسك الجبهة الداخلية ،وتدمير ما كان يمكن البناء عليه شعبياً من تفاؤل بالخط الإصلاحي للحكومة.

لا أحد سيمنحكم مرة أُخرى شيكاً على بياض، فاللصوص لا يستعيدون حقاً ولا يبنون وطناً.