آخر تحديث :الإثنين-25 أغسطس 2025-12:27ص

صنعاء تحترق.. بطولة الحوثي الوهمية

الإثنين - 25 أغسطس 2025 - الساعة 12:00 ص

خالد سلمان
بقلم: خالد سلمان
- ارشيف الكاتب


‏غارات إسرائيلية على صنعاء الآن ، محطات كهرباء ونفط ومنشأة رئاسية ، لا معلومات عمن كان متواجداً فيها ، ولكن حجم اللهب المتصاعد من الغارات ،يعكس طبيعة وحمولة الصواريخ المستخدمة ،وربما نوعية الهدف.

لايهم الحوثي ما الذي يحققه من مناوشات صبيانية لإسرائيل ، فهو كيان يستهويه عقلية البطل، في القصف غير المنتج أو حتى في تلقي الضربات الموجعة ، وفي الحالتين يرتدي ثوب البطولة ويدعي نصرة المظلومية ، بل وتذهب مرتفعاته الإعلامية ونخبه ، إلى حد شكر إسرائيل لأنها منحتهم الشرف في العيش بذات قاع جهنم غزة.

الجيش الإسرائيلي أعلن عن استهداف بتوجيه إستخباري لبنى عسكرية تحتية تابعة للحوثي في صنعاء ، ومجمعاً عسكرياً يضم القصر الرئاسي ، دمار مهول على الأرض يكاد أن يدخل ضمن الروتين اليومي للعسكرية الإسرائيلية ، تاركة صخب هوامش البطولة الزائفة لمنابر الحوثي.

هناك شراكة ضمنية في تدمير اليمن بين الجماعات الحوثية ، والمؤسسة الحربية الإسرائيلية ، الأول يستدعي الإسرائيلي بمقذوفاته التي لا تسقط جرحى وقتلى أو تدمر منشأة، في ما الثاني يوفر مساحة لتبرير إحكام قبضة الحوثي على الداخل اليمني ، وقمع التململ الأجتماعي والمعارضة تحت مبرر مواجهة العدوان، والحصيلة يدفع المواطن اليمني ثمن هذا التخادم من دمه وبُناه التحتية وسلامه الأهلي.

يحتاج الحوثي لإسرائيل لتجذير ثقافة المظلومية بين أتباعه ، وترحيل الاستحقاقات الملحة للمواطن ، من رواتب وخدمات وحياة كريمة في حدها الأدنى.

لا خلاص من هذا الوضع الجاذب لكل الكوارث ،إلا بنزع صاعق توليد شرارات التدخل الخارجي ، بإسقاط الحوثي من الداخل في ظل تآكل قوته ،وإنكفاء مرجعيته الإيرانية على داخلها المضطرب والمحاصر.

ببقاء هذا الغول الطائش المنفلت ،سيتحول اليمن الضعيف المنهك إلى ساحة صراع إقليمي دولي وحروب محاور.