أيها الأخوة، يا حملة الكلمة وأمناء الحقيقة :
مأرب اليوم ليست مجرد مدينة، إنها خندق الأمة وحصن اليمن الأخير ،هنا سال الدم غزيرًا، وهنا ارتقى عشرات الاف الشهداء كي تظل الراية مرفوعة، وهنا يقف الجرحى بآلامهم حراسًا للكرامة.
فهل يليق أن تكون الكلمة، التي هي سلاحكم، سهماً في ظهرها بدلاً من أن تكون درعًا في صدر عدوها؟
اعلموا أن رجل الأمن والجندي المرابط على المتراس لا يدافع عن نفسه وحده، بل يحرس نوم أطفالكم، ويصون بيوتكم، ويذود عن حياتكم. فإن قسا يومًا، أو تجاوز لحظة، فذلك لا يمحو تضحياته، ولا يسقط واجبه. نعم، نقف دائمًا مع المظلوم، ونرفض الظلم أياً كان مصدره، لكننا لا نخلط بين معالجة الخطأ وبين تحطيم السور الذي يحمي المدينة.
أيها الإعلاميون:
الكلمة في زمن الحرب ليست وجهة نظر عابرة، بل رصاصة إمّا أن تصيب صدر العدو، أو تخترق خاصرة مأرب. ومن الخطأ أن يُستغل منبركم ليُفتح به ثغر يمر منه المتربصون. الإعلام في المعركة جزء من السلاح، ومسؤوليته أن يرفع المعنويات، أن يحمي الصف، أن يبني الوعي، لا أن يزرع الشك ويهدم الثقة.
مأرب أعطت دمها لتبقى واقفة، وقدمت أبناءها لتظل حرة، وهي اليوم لا تنتظر منكم سوى الوفاء. اجعلوا من أقلامكم جدارًا يحميها، ومن أصواتكم نارًا تصهر عدوي وعدوكم.
يا حملة الكلمة :
التاريخ لا يرحم، وسيكتب في سجله أنكم كنتم مع مأرب أو عليها. فاصطفوا مع دماء الشهداء، مع وجع الجرحى، مع عرق الجنود، وكونوا السند الذي لا ينكسر. الكلمة أمانة، والكلمة موقف، والكلمة قد تحيي أمة أو تقتلها.
فاجعلوا كلمتكم حياة لمأرب، وانتصارًا لليمن، وهزيمةً للعدو الذي يتربص بنا جميعًا.
العميد الركن محمد عبدالله الكميم