في وعي الهضبة الزيدية الخط الأحمر ليس الدين إنما القبيلة والعصبة.
يمكنك أن تنكع من الدين، أن تلحد جهارًا نهارًا، لا أحد يهتم ما دمت باقٍ في قبيلتك، في عصبتك، خادمًا مصالحها.
لذا لا تستغربوا مواقف بعض المثقفين والإعلاميين المنتمين للإطار المرجعي ذاته، حتى وإن كانوا فارغي الرأس لا يملكون سوى بريق السوشيال ميديا.
الوقوف مع القبيلة ليس سقوطًا عندهم، إنما أصل الولاء وانتماؤهم الأول.
قلة نادرة تلك التي تخلت عن هذا الإرث القبلي لمصلحة الدولة وفكر الدولة، لكنها دون وزن ولا تأثير؛ لأن الكتلة الغالبة لا تزال قبائلية وتعيش للقبيلة ولهذا الارتهان المتخلف الـ ما قبل الدولة والخارج عن العصر.
ومن يقف مع القبيلة، يقف مع الإمامة بالضرورة، بشكل أو بآخر؛ إذ المذهب الزيدي مصمَّم خصيصًا للسلالة وللسلطة وحدها.
فإما أن تحكم السلالة ويُختصر الجميع إلى قناديل وزنابيل وخدم وعبيد،
أو تحكم القبيلة إذا ما تخلصت من وصاية الهاشميين، لكنها في كلا الحالين ترى نفسها فوق بقية اليمنيين من خارج المذهب.
فهكذا الحال:
إما خنوع للإمامة،
أو الغطرسة فوق الآخرين.