القادة الكبار هم من يتفهمون ردات فعل شعوبهم، وقسوتهم في النقد والعتاب، لا سيما في ظل أوضاع مأساوية يعيشها الناس بسبب الحرب، وتأخر تحرير صنعاء وصعدة.
الغضب الشعبي في الظروف الصعبة ليس كفرا بالقيادة، بل نداء استغاثة، وحرصا على تحفيز القادة لتكثيف جهودهم من أجل إنجاز المهمة الأسمى في هذه المعركة.
عندما يمر الناس بأوضاع صعبة.. فقر وجوع وعدم قدرة على العودة إلى الديار المحتلة من قبل العصابات الإرهابية العنصرية، فمن الطبيعي أن نسمع أصوات اللوم والعتاب الشعبي للقادة. وهنا، لا يرى القائد في ردة فعل الناس جريمة، بل فرصة لتحفيز الجميع من أجل العمل أكثر، بهدف تحقيق الهدف الكبير المتمثل في تحرير كامل الأراضي اليمنية.
تفهم سخط وغضب الشعوب في مثل هذه الأوضاع الصعبة هو جزء من الأخلاق والصفات القيادية العظيمة، واختبار حقيقي لنبل السلطة ومرونتها.
شخصيا، أؤمن بأن الرئيس رشاد العليمي، والقائد النائب طارق صالح، والشيخ النائب سلطان العرادة، يتابعون ردات فعل الناس الغاضبة من بعض التصريحات التي يساء فهمها أحيانا، وهم يشعرون بالراحة لأن هذه الردات تؤكد أن الشعب اليمني حي وصامد ومتمسك بحقوقه ومبادئه، ولن يقبل التعايش مع الإمامة الحوثية العنصرية مهما حدث، ويصر على التحرير واستعادة النظام الجمهوري، ولن يجامل أحدا في سبيل تحقيق هذا الهدف.
غضب البعض من بعض تصريحات الرئيس رشاد العليمي يذكرني بغضب الناس بسبببعض تصريحات ومواقف الرئيس السابق عبدربه منصور. وغضب البعض من بعض تصريحات القائد النائب طارق صالح اليوم يذكرني بغضب البعض من قيام الشيخ النائب سلطان العرادة بسفلتة شوارع مأرب وانجاز بعض المشاريع قبل سنوات ومطالبته بتكتيل الجهود من أجل تحرير كافة الأراضي اليمنية.
في أكتوبر, 2017، دشن الشيخ سلطان العرادة مشروع تشجير شوارع مدينة مأرب بـ66 ألف شجرة، فانتقده البعض وطالبه بتوفير الأموال حينها من أجل الحرب لأن الحوثيين على أبواب مأرب وأغلب الانتقادات بدوافع صادقة وحريصة.
منتصف الشهر الماضي، وجه القائد طارق صالح بزراعة ١٠٠ ألف شجرة في المخا، فتعرض أيضا لنقد البعض أغلبهم بدافع الحرص والقلق على مشروع التحرير.
ثلاثتهم قادة كبار استوعبوا هذه الانتقادات لأنهم يعرفون بأن الناس ينتظرون منهم تحرير اليمن، وهم يعملون من أجل تحقيق هذا الهدف رغم التحديات والصعوبات والتعقيدات المحلية والإقليمية والدولية.
خلاصة القول، من حق اليمنيين أن يغضبوا ويدافعوا عن وجودهم وأن يطالبوا قيادتهم بانجاز التحرير، ومن الطبيعي أن يستوعب القادة الكبار هذه المطالب وهذا الغضب بين الوقت والآخر.