آخر تحديث :الجمعة-06 يونيو 2025-10:28ص

جدلية التحالف مع الحوثيين.. لصالح من؟

الخميس - 05 يونيو 2025 - الساعة 12:01 ص

همدان العليي
بقلم: همدان العليي
- ارشيف الكاتب


تستمر بعض الأقلام والشخصيات اليمنية – للأسف – في استخدام ورقة "من تحالف مع الحوثي أولا" كسلاح أو وسيلة لتصفية الحسابات القديمة، حتى أصبحت هذه الجدلية المملة تعبيرا حقيقيا عن التيه الذي يعيشه البعض.

حين يريد كل شخص، أو ترغب شلة معينة تابعة لطرف من الأطراف، أن تستهدف الطرف الآخر، تستدعي صورة أو موقفا قديما له مع عصابة الحوثي؛ ليس بهدف القراءة النقدية الموضوعية بما يساعد على إنجاز معركتنا ضد العصابة العنصرية، بل لاستخدام قبح وجرم الحوثيين كوسيلة لتشويه المنافسين وتلميع الذات. أمر معيب فعلا.. إلى متى هذا العبث والتيه؟!!

الحقيقة التي لا يمكن لمنصف أن ينكرها، هي أن جميع القوى اليمنية – تقريبا – تورطت في دعم الحوثيين بشكل مباشر، أو على الأقل غضت الطرف عن جرائمهم، معتقدة بأنها تستطيع أن تقضي على منافسيها عبرهم. حتى الحراك الجنوبي في أقصى الجنوب، وكثير من المثقفين والأكاديميين والصحفيين، شاركوا في حفلة "خيانة النظام الجمهوري" بقصد أو دون قصد.

لا أحد بريء ولا أحد وحده مذنب.. هذه هي الحقيقة. الأخطاء القديمة المشتركة لا يجب أن تستخدم في جلد القوى الوطنية لبعضها البعض اليوم ونحن نقف جميعا خلف مترس واحد. وإن ذكرناها، فمن باب الاعتراف بها -جميعا- لتأسيس وعي جديد يصعب اختراقه أو إغفاله من قبل العصابة الإمامية. علينا أن نفرق بين الاعتراف بالخطأ لكي لا يتكرر، واستدعاء ذكرى الأخطاء واستخدامها كخناجر نطعن بها بعضنا البعض.

إصرار بعض الشخصيات على تجزئة الحقيقة واستخدامها ضد رفاقها في المعركة، دون الاعتراف الصادق بدورها السلبي القديم، يؤدي -بلا شك- إلى تفاقم الخلاف وتعميق الانقسام وهو يعيق معركة الحسم والعودة إلى الديار.

لم تصل عصابة الحوثي إلى صنعاء إلا بعدما تراكمت أخطاء المؤتمر، والإصلاح، والاشتراكي، والناصري (اللقاء المشترك)، والحراك الجنوبي، وشباب التغيير، والنخب السطحية أو تلك التي تقودها أحقادها. وعلى الجميع أن يتحملوا المسؤولية الوطنية والتاريخية، ويتركوا لعبة "من تحالف مع الحوثي أولًا؟"، لأنها لعبة تهدر طاقات الجميع وتخدم الحوثيين وحدهم.

اعترفوا جميعا بأخطاء السلطة والمعارضة أثناء الحروب الست التي انتهت لصالح الحوثيين.. اعترفوا، كسلطة ومعارضة ونخبة، بأخطاء 2011 و2014.

ما ينقصنا هو الاعتراف الجماعي بالخطأ.. هذا هو خطاب الشجعان.

أما اجتزاء الأحداث وادعاء المثالية والبراءة من خيانة الجمهورية، فهذا يعني أن المشكلة ستستمر.