تفاعلا مع مقالي السابق، تواصل معي باحث عربي ينتمي لدولة لطالما كانت الرئة التي يتنفس منها الحوثي.
حاول إقناعي بأن مصلحة اليمنيين في دخول تسوية مع الحوثيين.
سأنقل جانبا من ردي عليه هنا:
التسوية مع الحوثية ليس الخيار الوحيد.. مع ذلك أي تسوية مع معهم دون تسليم السلاح ومؤسسات الدولة، ليست وصفة ناجحة، لأن هذا يعني تسليم رقاب اليمنيين للحوثي.
يعني تسليم رقاب كل من في مناطق سيطرة الحوثي لهذه العصابة.. وفوق ذلك تسليم رقاب كل من وقف ضد الحوثي في الداخل والخارج لهذه العصابة الإرهابية.
يمكن القول تسليم الجسد اليمني كله لمرض خطير.
ليس هذا فحسب.. بقاء الحوثيين بهذه الصيغة دون تسليم السلاح الثقيل والمتوسط واستعادة مؤسسات وأموال الدولة اليمنية، يعني جعل كل دول الخليج تحت رحمة الحوثيين.
هذه الدول التي دعمت الحوثي ليست استثناء.. سيجبرهم جنون الحوثي على تنفيذ ما يريد ومتى ما يريد.
وإن كانت الدول العربية المجاورة لليمن تعتقد أن الحوثي سيحمل لها جميل دعمها له خلال العقدين الماضيين، فهي واهمة.
لأن الحوثي صاحب مشروع عقائدي في المنطقة، وهذا النوع من الجماعات يرى أن أي دعم هو تسخير من الله لخدمتها، ومتى ما انتهى دور هذه الدول، ستقوم بمواجهتها بهدف الهيمنية الكاملة.
أما إن كنتم تعتقدون أن الحوثي أصغر من أن ينتصر على هذه الدول، أقول لكم: أنتم تذكروننا بمن كانوا يسخرون ممن يحذرون من سيطرة الحوثي على صنعاء قبل 2014.
كانوا يقولون إن الحوثي سيختنق إذا حاول ابتلاع صنعاء لأنها أكبر منه، لكن الذي حدث أن من كانوا يسخرون ويرددون هذا الكلام اختنقوا هم، وقد أصبحوا مهجرين في أنحاء العالم أو رهائن في بلادهم.
الحوثي لا يعتمد على القوة في حروبه، بل على الخديعة وعلى العناصر السلالية الموالية لمشروعه، والموجودة في كل المناطق اليمنية والدول العربية.
شكرا لك.. لكن الشعب اليمني سيقاوم في كل الحالات مهما حدث.