آخر تحديث :الأحد-13 أكتوبر 2024-02:30ص

الإنسان أكثر

الإثنين - 09 سبتمبر 2024 - الساعة 02:51 ص

نشوان العثماني
بقلم: نشوان العثماني
- ارشيف الكاتب


اكتشفت أن سنوات من الذاكرة، خلال فترة محددة على ما يبدو، تفلتت تمامًا، (اقتحشت) بالكامل.
حاولت التذكر جاهدًا، ولم أتمكن.
ما الذي يضرب الذاكرة؟
- ليس المحلكد.

حاول أحد الرفاق مدّي بالتفاصيل اللازمة، الليلة، ولم أتذكر قط، منها مواقف وأنشطة وأشياء لا يجب أن تُنسى أبدًا.

هذا أمر عجيب يا ديمتري.
لأول مرة أعرف أن أشياءً تتفلت منها دون انتباه.

يبدو أن سنوات الحرب ضربت بعض الفيوز.

لكن المسألة تحتاج بعض التأمل، وربما سفرًا عميقًا إلى اللا وعي.

ما الإنسان إلا ذاكرته؟
لكن الذاكرة ليست كل شيء.
الإنسان أكثر.
وربما يحدث أحيانًا أن يتصرف بعض الفيوزات بمحو بعض المعالم، ربما يرى أنها غير مهمة الآن، لكن فيوزًا آخر قد يتصرف في وقت ما، ويستعيد الحذف.
ربما يحدث صراع بين فيوزين.

ربما يندلع صراع أعمق.

إلا أنني أزعم، أن فترة في الحياة، خضتها أربع سنوات كاملة في الفكر الشرقي القديم، تعرفت من خلالها على تجارب وطرق ما كان لي أن أكتشف كوكبًا مجهولًا لولا هذه المغامرة.
تجربة لم أعد فيها الآن، لكنني أستمد منها بعض الفهم.
إلا أن ما لدى المرء - كما أصبح لاحقًا - ما يفوق. وهذا محل بوح قادم ذات صباح ليلي ربما.

مغامرة الغوص في المدرسة الهندية الصينية لبعض الوقت كانت منعشة، كانت منعطفًا أجمل، هي الفعل منعطف. الطاو، جوتاما وكونفشيوس.
كامل الحب، يبقى، بالغ التقدير جدًا، يظل.

ولذلك، لا بأس.
سأقول لكل ما تفلّت ومضى وربما انمحى:
يا رعاك (الله)، هناك دومًا الأهمية القصوى لـ التعلق بـ اللا تعلق، كمقدمة أهم لـ اللا تعلق باللا تعلق.

أي أن تذهب إلى المعلم الأعظم جدًا الأعلى جدًا وأنت لا تريد إلا أن يكون ولا تكون. أنت لا أنت، وهو هو.

- حمادي يقول إنه لم يفهم.
لا بأس.