كشفت مصادر محلية في محافظة إب عن فضيحة صحية وبيئية مدوية، تتمثل في السماح بدخول كميات كبيرة من الخضراوات المروية بمياه الصرف الصحي إلى أسواق المحافظة، قادمة من مناطق خارجية بموجب تصاريح رسمية وتسهيلات من قيادات نافذة تابعة لمليشيا الحوثي.
المصادر أوضحت بأن هذه الشحنات الملوثة تجتاح الأسواق بتغطية قانونية تمنحها تلك القيادات، في وقت يُحرم فيه المزارعون المحليون في مناطق "ميتم" و"السحول" من أي تسهيلات مماثلة، مما يعكس استغلالاً سياسياً ومناطقياً للنفوذ يضرب بالمعايير الصحية عرض الحائط.
وتأتي هذه التطورات الخطيرة لتنسف الجهود المجتمعية والحملات الإعلامية التي قادها ناشطون خلال المدة الماضية للتوعية بمخاطر المنتجات الملوثة ومنع وصولها إلى المائدة، حيث اعتبر مراقبون أن تحويل المخاطر الصحية إلى مصدر للتربح والجبايات تحت غطاء رسمي يمثل جريمة مباشرة بحق المواطنين، وتقويضاً متعمداً لآليات الرقابة الشعبية. وفي السياق ذاته، حذر خبراء في القطاع الصحي من تبعات كارثية جراء استهلاك هذه المنتجات، مؤكدين أنها تعد سبباً رئيساً لتفشي الأوبئة والأمراض المزمنة التي تهدد حياة الآلاف، وسط مطالب شعبية وحقوقية بوقف هذه "الاستثمارات القاتلة" وإخضاع الشحنات الواردة لرقابة صارمة بعيداً عن التدخلات المليشياوية التي تتاجر بسلامة المجتمع.