أقدمت مليشيا الحوثي مساء الأحد، على تنفيذ حملة مداهمات واختطافات واسعة في قرية حاضية عليا بمديرية مقبنة غرب محافظة تعز، في خطوة وصفها ناشطون ومصادر حقوقية بأنها رد انتقامي مباشر على انشقاق أحد قياداتها الميدانيين وانضمامه إلى صفوف القوات الحكومية.
وأوضحت المصادر أن ما يُسمى قوات الأمن الوقائي التابعة للحوثيين نفذت الحملة بقيادة أبو حامد الشاذلي، قائد اللواء السادس كرار، مستهدفة عناصر السرية التي كان يقودها الشيخ عبده أحمد عبده عوض، المنشق حديثاً عن الجماعة.
وأضافت المصادر أن القوات الحوثية اقتحمت القرية بعدة أطقم عسكرية، واعتدت على منازل المواطنين والعناصر السابقة للسرية، قبل أن تقوم باختطاف عدد من المدنيين والعناصر واقتيادهم إلى جهة مجهولة.
وجاءت الحملة بعد إعلان قوات ألوية العمالقة استقبال القيادي المنشق الشيخ عبده أحمد عبده عوض – شيخ منطقة حاضية – الذي كان يشغل منصب قائد السرية الثانية في اللواء السادس كرار التابع للحوثيين.
وأكدت القوات الحكومية أن انضمامه يمثل خطوة وطنية شجاعة تعبّر عن رفض مشروع الحوثي التخريبي، داعية كل من غرّرت بهم المليشيا إلى العودة إلى "حضن الوطن".
وفي تسجيل مصوّر، أعلن الشيخ عوض انشقاقه رسميًا، موجهاً رسالة إلى المشايخ والقيادات الميدانية دعاهم فيها إلى التخلي عن الجماعة والانضمام إلى صفوف الدولة، كاشفًا عن تدهور أوضاع الحوثيين ميدانياً، ونقص حاد في الذخائر والتموين، ولجوئهم إلى تجنيد الأطفال والأميين بعد إخضاعهم لدورات فكرية طائفية.
ويعد انشقاق عوض الثاني خلال أسبوع واحد، بعد انضمام صلاح الصلاحي، قائد ما يسمى بـ اللواء العاشر صماد، إلى القوات الحكومية في مأرب. رحبت وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان بالانشقاقين، مجددة دعوتها لجميع عناصر المليشيا إلى ترك السلاح والعودة إلى صفوف الدولة.
وقال الناطق باسم القوات المسلحة، العميد الركن عبده مجلي، إن الحكومة تفتح أبوابها أمام كل من يعود إلى جادة الصواب، مؤكداً أن الجيش يرحب بكل من يرفض الانخراط في جرائم الحوثيين وانتهاكاتهم بحق الشعب اليمني.
من جانبه، دعا المنشق الصلاحي المغرر بهم داخل صفوف الحوثيين إلى العودة إلى حضن الوطن، مشدداً على أن الجماعة لا تثق حتى بأتباعها، وتمارس عنصرية مقيتة، وتستغل اليمنيين كذخائر حرب لا أكثر.