سخر الكاتب والسياسي اليمني محمد المقالح من السياسة التي تنتهجها جماعة الحوثي في تعاملها مع موظفي المنظمات الأممية والدولية، معتبراً أن تلك السياسة تقوم على "تمييز فاضح" بين الأجانب واليمنيين، إذ تسارع الجماعة إلى الإفراج عن الأجانب فور اعتقالهم، بينما تترك الموظفين المحليين قابعين في السجون لسنوات دون أي اهتمام أو تدخل يذكر من قبل الأمم المتحدة أو المنظمات التي يعملون لصالحها.
وجاء تعليق المقالح على خلفية قيام سلطات الحوثيين في صنعاء، بالتنسيق مع الأمم المتحدة، بالإفراج عن 12 موظفاً أجنبياً من أصل 15 كانت قد اعتقلتهم خلال الأشهر الماضية، قبل أن يتم ترحيلهم عبر مطار صنعاء الدولي إلى بلدانهم، بينما لا يزال ثلاثة آخرون قيد الترتيبات النهائية للترحيل، في ظل غياب أي حديث عن مصير عشرات الموظفين اليمنيين الذين ما زالوا رهن الاعتقال منذ سنوات.
وفي تغريدة له على منصة إكس (تويتر سابقاً)، قال المقالح بسخرية لاذعة: "أنصح العاملين في المنظمات الإنسانية أن يكونوا أجانب حتى إذا حصل شيء يكون هناك من يتابع أمرهم ويفرج عنهم جميعاً إذا سُجنوا".
وأضاف متهكماً: "أما أن يكونوا يمنيين فالله حطهم الله شلهم"، في إشارة إلى أن لا أحد من مسؤولي الأمم المتحدة أو المنظمات الدولية يكترث لمعاناة الموظفين اليمنيين العاملين في تلك المنظمات.
ويأتي هذا التطور في سياق حملة اعتقالات وتصعيد حوثي مستمر ضد العاملين في المنظمات الإنسانية، وسط تحذيرات حقوقية من أن استهداف الكوادر المحلية يهدد بانهيار العمل الإنساني في اليمن، ويكشف عن استغلال الحوثيين للمنظمات الدولية كورقة ضغط سياسية على المجتمع الدولي.