وسط انهيار منظومة العدالة في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح الإخواني، أقدمت نيابة غرب تعز اليوم الأربعاء، على إصدار قرار مثير للجدل قضى بحبس المواطن نواف الشميري، شقيق الشاب المغدور أحمد الشميري، الذي لقي مصرعه قبل أسابيع داخل سجن الشرطة العسكرية في ظروف غامضة هزّت الرأي العام المحلي.
وبحسب بلاغ عاجل قدّمه الحقوقي عبدالحليم المجعشي إلى النائب العام والتفتيش القضائي، فإن عضو النيابة علاء محرم تجاهل مناشدته بالإفراج عن نواف، الذي تم توقيفه في سجن احتياط النيابة دون أي مسوغ قانوني أو قرار رسمي بالحبس الاحتياطي، معتبرًا ذلك "حبسًا غير قانوني واحتجازًا تعسفيًا صارخًا" يمس أبسط حقوق الدفاع والحرية الشخصية التي يكفلها الدستور.
القضية تعود بدايتها إلى مقتل الشاب أحمد الشميري، وهو في العشرينات من عمره، بعد اختفائه لأسبوعين قبل أن تُكتشف جثته داخل ثلاجة المستشفى العسكري.
وتؤكد عائلته أن أحمد كان محتجزًا في سجن الشرطة العسكرية بتعز، ومنعوا طوال تلك المدة من زيارته أو التواصل معه.
ورغم أن الجهات الأمنية تعرف هوية القاتل الرئيسي ويدعى عمر السروري، إلا أن القضية لم تشهد أي تقدم في مسار التحقيق، بل تحوّل شقيق الضحية نواف إلى متهم وسجين، فقط لأنه تجرأ على المطالبة بالعدالة ومحاسبة القتلة.
هذا الإجراء المفاجئ أثار غضبًا شعبيًا واسعًا واستغرابًا في الأوساط القانونية، إذ كيف يُزج بالمظلوم في السجن بينما القتلة أحرار.
ناشطون اعتبروا أن حبس نواف رسالة ترهيب موجهة لكل من يسعى لكشف الانتهاكات أو المطالبة بحقوق الضحايا، في وقتٍ باتت فيه العدالة أسيرة التعليمات والنفوذ.
الأم المكلومة التي لم تجف دموعها على ابنها الأول، تتلقى اليوم صدمة جديدة بخبر اعتقال ابنها الثاني، لتجد نفسها بين مأساة فقدان ابن ومصير ابنٍ آخر خلف القضبان، في مشهدٍ مؤلم يلخص معاناة آلاف الأسر التي تتجرع مرارة الظلم في صمت.
وطالب المجعشي في بلاغه الرسمي النائب العام للجمهورية والتفتيش القضائي بالتدخل الفوري، وإيقاف تجاوزات عضو النيابة والتحقيق في واقعة الاحتجاز غير القانوني، مؤكدًا أن ما يحدث يمثل انحرافًا خطيرًا في عمل النيابة العامة وانتهاكًا فاضحًا لحقوق المواطنين.
في المقابل، لم تصدر نيابة غرب تعز أي توضيح رسمي حتى اللحظة حول أسباب توقيف نواف الشميري، ما زاد من حدة التساؤلات والغضب الشعبي، وسط دعوات حقوقية لتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في مقتل أحمد الشميري واحتجاز شقيقه نواف، ومحاسبة كل من تورط في طمس الحقيقة أو التغطية على الجريمة.
