هل ندرك حقًا عواقب الجلوس لفترات طويلة على صحتنا؟ في المتوسط نقضي أكثر من 8 ساعات يوميًا، لكن هناك إجراء بسيط، له آثار أيضية وإدراكية ملموسة، يمكن أن يمنع العديد من المخاطر المرتبطة بأسلوب الحياة المستقر، وفقًا لدراسة جديدة أجرتها الوكالة الوطنية للصحة والسلامة المهنية في فرنسا.
وكشفت الدراسة أن أخذ استراحة قصيرة من النشاط، مثل المشي لمدة خمس دقائق تقريبًا كل نصف ساعة، قد يساعدنا في الحفاظ على صحتنا، وطرحت "الفوائد غير المتوقعة" لهذا الإجراء البسيط.
سواءً أمام الكمبيوتر في العمل، أو في المواصلات العامة، أو أمام التلفاز... نقضي ساعاتٍ يوميًا جالسين دون أن ندرك تأثير ذلك على صحتنا.
ووفق نتائج الوكالة الوطنية الفرنسية للصحة والسلامة الغذائية والبيئية والمهنية، المستندة إلى هذا التقرير الجديد، فإن أكثر من 37% من البالغين الفرنسيين يقضون أكثر من 8 ساعات يوميًا جالسين. ولا يخلو هذا النمط المفرط من الخمول من المخاطر الصحية.
وأشارت الوكالة في بيان: "أصبحت الآثار الصحية لأنماط الحياة الخاملة لفترات طويلة موثقة جيدًا، فهي تزيد من خطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل داء السكري من النوع الثاني، والسمنة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وبعض أمراض الجهاز التنفسي أو العظام والمفاصل، بالإضافة إلى بعض أنواع السرطان".
وراجعت الوكالة الوطنية للصحة والسلامة المهنية دراساتٍ حول الفوائد الصحية لأنشطةٍ مُختلفة تُساعد على كسر نمط الحياة الخامل، مثل الوقوف والمشي وصعود السلالم، وغيرها.
وأظهرت النتائج أن المشي لمدة 5 دقائق كل 30 دقيقة، بكثافة منخفضة إلى متوسطة، يُحسّن المؤشرات الأيضية، مثل مستويات السكر في الدم والأنسولين. بالنسبة للأطفال، تُشير البيانات إلى أن كسر نمط الحياة الخامل بنشاطٍ أكثر كثافة لمدة 3 دقائق كل 30 دقيقة سيكون أكثر فائدة.
كما يبدو أن كسر نمط الحياة الخامل له تأثير إيجابي على الوظائف الإدراكية. فبغض النظر عن سرعة المشي، تُظهر الدراسات تحسنًا في الانتباه وسرعة رد الفعل والمزاج، وانخفاضًا في الشعور بالتعب.