آخر تحديث :الثلاثاء-14 أكتوبر 2025-12:24ص

وكلاء محافظة تعز.. علة المشكلة

الإثنين - 13 أكتوبر 2025 - الساعة 11:38 م

محرم الحاج
بقلم: محرم الحاج
- ارشيف الكاتب


كنا في السابق كلما انتقدنا أي اختلالات وتقصير وإهمال في مدينتنا الحبيبة تعز يسارع أناس مقربون من المحافظ- نبيل شمسان - إلى التذمر والشكوى من قلة الحيلة، مؤكدين أن المحافظ كلما أراد أن يصلح شيئاً ينصدم بالعجز المالي، وأن الحكومة لا تعتمد شيئاً خارج إطار الموازنة المعهودة التي بالكاد تكفي كنفقات تشغيلية ، و كان حديثهم مقبولاً، باعتبارها معاناة ملموسة وحقيقية، رغم أن لدى المحافظ الحق في التصرف بـ30% من إيرادات صندوق النظافة في المحافظة، وهو مبلغ لا يستهان به، إلا أن طابور و كلاءه يستغلون المبلغ في غير مكانه ويستثمرونه لمصالحهم الشخصية؛ إلا من رحم ربي.


وللأمانة، أقولها وبكل أسف، كل وكلاء المحافظ يجب إقالتهم ؛ ليس لأن جميعهم فاسدون بالعكس، فالكثير منهم شرفاء، وإنما هناك معضلة كبيرة، فنحن نعاني في تعز من غياب الحس الإداري، أو تسلط بطانة السوء على المحافظ !!


عملية التدوير الأخيرة لوكلاء المحافظة تمت بهدف الهروب من الضغط الشعبي، واستحقاقات التغيير المفترضة، باعتبار أن هناك وكلاء مضى عليهم فترة طويلة من الوقت وهم يتسلمون هذه المواقع والمناصب، و يشغلونها، وبالتالي لم يقدموا شيئا للناس بقدر ما قدموا ربما خدمات لأنفسهم ، كان يفترض أن هناك استحقاقات تتعلق بعملية تقديم الخدمات للناس، وإنتاج شيء يلمسه الناس على مستوى حياتهم، لكن -مع الأسف كل ذلك لم يحدث .


الضغط الشعبي دائما ما يظهر محافظ المحافظة - نبيل شمسان في صورة الرجل الفاشل الذي لا يستطيع أن يقدّم أي شيء للمحافظة، ولكن ثبت من خلال كثير من المحطات و الأحداث ، آخرها حادثة اغتيال -افتهان المشهري - بأن وكلاء المحافظة ، هم علة المشكلة ".وتعز بحاجة اليوم لعملية قشعهم (أقالتهم ) جميعآ ،هرمنا بانتظار هذه اللحظة التاريخية.

‏ليس أخطر علي تعز التي تعيش حالة خراب على كل المستويات، واستقطابات وانقسامات مجتمعية خطرة، من المطالبة باستمرار الاعتصامات و الاحتجاجات التي تخضع لتوجهات شعبوية، يغلب عليها ضعف الوعي الوطني والنزق والرغبة بإخضاع كل مختلف.


المحافظ كان لديه مهلة الأداء في المحافظة، خلال ستة أشهر، وتحت هذا الضغط أعتقد بأن المحافظ ذهب باتجاه البحث عن ما يشبه كباش فداء، باعتباره يريد أن يقول إن هؤلاء هم سبب المشكلة، وأن تدوير الوكلاء هو الذي سيحدث تغييرا، ونقلة في الأداء والعمل".


كانت هناك إشكالية لها علاقة بالتوصيفات والمسميات، وهي اللعبة المضحكة، التي تم إدارتها، وتم إسناد مهمات ومسميات جديدة لوكلاء هم أنفسهم الذين أخفقوا وفشلوا فشلآ ذريعآ في تقديم أي شيء للمحافظة، وتم إعادتهم وتصديرهم للواجهة بمسميات وصفات جديدة، باعتبار أنهم أمام مرحلة جديدة،.


المسؤولية، في النهاية، تتعلق بعملية إنجاز، إذا لم ينجز اي وكيل محافظة ، وهو في لحظة يرى أن الظروف غير مواتية لإنجاز شيء، ما الذي يجبره على البقاء في وضع بهذه الصورة؟!؟ لا شيء إلا المصالح الشخصية التي تتحقق لهؤلاء الناس، وبالتالي أعتقد بأنهم كانوا و لا زالوا حريصين على الدوام بالبقاء في مواقعهم دون تقديم أي شيء للمحافظة".


علي المحافظ أن يسارع في إقالة جميع وكلاءه وتعين " فقط " وكيلآ واحد له ،و البدأ من حيث انتهى الآخرون ،بداية مختلفة وغير روتينية و بالامكانيات المتاحة حيث أن هناك أولويات تتعلق بحياة المواطن وأمنه و معيشته لا تحتمل التأخير والمماطلة بل تتطلب من الجميع التعاطي معها بجدية ومسؤولية والعمل على وضع الحلول و المعالجات الناجعة والسريعة لها.


تعز مدينة الثقافة والسلام والتعليم تعرضت لعملية عبث وتشويه لكل شي جميل فيها وهي اليوم بحاجة لعمل كبير منظم ومدروس وإمكانيات وجهود كبيرة لانتشالها من ذلك الوضع الذي وصلت إليه اليوم وبحاجة إلى تعاون وتكاتف الجميع والعمل بجدية ونوايا صادقة لتغيير واقعها الراهن.


وفي #النهاية : إن لم نعي ،وندرك جميعآ التحديات التي نواجه تعز اليوم ونعمل سوية على التعاطي معها والعمل حيالها بصدق وتفاني وإخلاص فلم ولن نستطيع تحقيق شئ مما يصبو إليه المواطن المكتوي بنيران انعكاساتها السلبية والذي يعلق علينا نحن ( النخبة المثقفة ) دون غيرنا الكثير من الآمال والتطلعات.

" والله غالب علي امره "

( محرم الحاج )

( محرم الحاج )