اشتعلت موجة غضب كبيرة في صفوف مليشيا الحوثي الإرهابية في العاصمة المحتلة صنعاء، ترجمتها حملة اعتقالات واسعة النطاق استهدفت مجموعة من الشباب، بزعم وقوفهم وراء إدارة صفحة "صلصة ميمز - Salsa memes" الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت مصادر محلية، إن المليشيات الحوثية شنت حملتها المسعورة في الأيام القليلة الماضية، مؤكدة أن المحتوى الكوميدي والساخر الذي تقدمه الصفحة قد "أفقدها صوابها" وجعلها غير قادرة على تحمل النقد اللاذع، حتى لو كان على شكل "ميمز".
و تخصصت صفحة "صلصة ميمز"، التي كانت بمثابة مساحة للتعبير عن هموم اليمنيين بأسلوب فكاهي، في السخرية من التصريحات والبيانات العسكرية الحوثية التي تروج لـ"مناصرة غزة ومهاجمة إسرائيل" في الفترة السابقة.
كما استهدفت السخرية الناشطين الموالين للميليشيا وقياداتها السياسية، كاشفة التناقض بين الخطاب الحوثي والواقع المعيشي في مناطق سيطرتها.
ويشير مراقبون إلى أن لجوء المليشيا إلى الاعتقالات ضد محتوى ساخر ومحايد يبرهن على "هشاشة سلطتها" و"خوفها المرضي" من أي شكل من أشكال النقد الجماهيري، حتى لو كان مجرد تعليق أو صورة مُعدّلة.
رداً على حملة الاعتقالات، أصدرت صفحة "صلصة ميمز" بياناً أكدت فيه أن رسالتها على مدى ست سنوات كانت تقوم على "مساحة حرة تجمع اليمنيين بمختلف انتماءاتهم، تعبّر عن همومهم بأسلوب ساخر وإنساني، دون انحياز سياسي أو تبعية لأي طرف".
وشدد البيان على أن الصفحة انتقدت جميع الأطراف السياسية في اليمن دون استثناء، مؤكدة أنها "لم تطبّل لأحد، ولم تعادي أحدًا، بل وقفت دومًا في صفّ الإنسان اليمني البسيط".
وفي ختام البيان، أعربت "صلصة ميمز" عن قلقها البالغ لاعتقال الشباب الذين يُعتقد أنهم مرتبطون بالصفحة، وناشدت "الجهات المختصة أن تنظر إليهم بعين العدالة"، مؤكدة أن مكانهم بين أهلهم ووطنهم، فهم "حاملون للكلمة والفكرة لا أكثر".
وتوعدت الصفحة جمهورها بمواصلة رسالتها: "نرسم الابتسامة، وننشر الوعي، ونحب اليمن بطريقتنا"، في تحدي واضح لسياسات القمع التي تحاول إسكات السخرية.