أصدرت هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية بالعاصمة عدن، بيان توضح فيه حقيقة ما تم تداوله مؤخرًا في بعض وسائل التواصل الاجتماعي وعدد من القنوات الفضائية والتلفزيونية حول احتواء جبل النار في مديرية المخا محافظة تعز على معادن استراتيجية.
وأكدت الهيئة في بيان لها نشرته على حسابها في فيسبوك، أن مثل هذه الأخبار لا يمكن الخوض فيها إلا من قِبل المختصين في علوم الجيولوجيا، موضحة أن ما تم تداوله يفتقر إلى الدقة العلمية والتحليل الفني القائم على الدراسات الميدانية، مما يجعل الموضوع أقرب إلى الطرح الإعلامي والسياسي منه إلى الطرح العلمي المبني على بيانات موثوقة.
وجاء في البيان "من منطلق حرص هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية على نقل المعلومة الصحيحة والمعتمدة، نوضح أن جبل النار يتكوّن جيولوجيًا من صخور بركانية قاعدية بازلتية تمثل طفوحًا بازلتية تعود إلى أواخر العصر الثلاثي وبداية العصر الرباعي، وتحتوي على قواطع معقدة (Multiple Complexes) مكوّنة من البازلت، الجرانيت، الداسيت، والجرانوفير".
وتظهر هذه الصخور بشكل واضح في مفرق المخا وتمتد حتى منطقة حيس، كما تنكشف في المناطق المحيطة بالمخاء صخور بركانية قاعدية ذات تركيب انتقالي يعود إلى عهد الميوسين المتأخر، والتابعة لما يُعرف بـ بركانيات عدن، مع وجود رواسب حديثة تغطي المناطق المستوية والساحلية ومجاري الأودية الكبيرة، وفق البيان.
ولفت البيان الى ان هذه الصخور تُستخدم عادةً في رصف الطرقات بعد ما يتم تكسيرها بواسطة كسارات خاصة وإنتاج (الحصى والرمل)المعروف محليا باسم (كري) إذ يتم خلطه مع رابط الإسفلت (البيتومين) والمواد الحشو والملدنات لإنتاج الخلطة الأسفلتية وتعبيد الطرقات نظرًا لصلابتها العالية ومقاومتها لعوامل التعرية، وهو ما يجعلها من المواد الشائعة في أعمال البنية التحتية وليس من الصخور الحاوية على معادن استراتيجية ذات قيمة اقتصادية.
ودعت الهيئة وسائل الإعلام المختلفة إلى التحقق من المعلومات الجيولوجية من مصادرها الرسمية والمعتمدة، وعدم نشر أي محتوى علمي دون الرجوع إلى المختصين أو الجهات ذات العلاقة.
واكدت استعدادها الدائم للتعاون مع الجهات الإعلامية والأكاديمية لتوضيح الحقائق الجيولوجية بما يخدم المصلحة العامة ويحافظ على دقة المعلومات المتداولة.