اعتبر الكاتب والمحلل السياسي البارز نايف القانص أن جماعة الإخوان المسلمين لم تؤمن يومًا بمفهوم الدولة الوطنية الحديثة، وأن شعارهم "ولست أرى سوى الإسلام لي وطنًا" لم يكن سوى غطاء لمشروعهم التنظيمي العابر للحدود، بعيدًا عن روح الإسلام وقيمه الأخلاقية.
وأوضح القانص في تصريح له أن الانتماء في فكر الجماعة ليس للأرض أو المواطنين، وإنما للجماعة ومشروعها، معتبرًا أن الجماعة هي المرجعية العليا التي تعلو على الدولة والمجتمع والدستور نفسه. وأضاف أن هذه الفلسفة انعكست بوضوح في تجاربهم في مصر وتونس واليمن، حيث كشف وصولهم إلى السلطة أو اقترابهم منها أن طموحاتهم الحقيقية تتجاوز تطلعات الشعوب، وتركز على استحواذهم على السلطة لخدمة مشروعهم التنظيمي المرتبط بفكرة "الخلافة" على النموذج العثماني.
وأشار القانص إلى أن التجربة العثمانية في الوطن العربي لم تخلّف نهضة أو تنمية، بل تركت إرثًا ثقيلًا من الفقر والتخلف والجبايات الباهظة، ومع ذلك، ما زالت الجماعة تنظر إليها بوصفها النموذج الأمثل لمشروعها العابر للأوطان.
وأضاف: "بعد عام 2011، ركب الإخوان موجة الحراك العربي وحرفوا مسارها عن مطالب الإصلاح السلمية إلى مشروع إسقاط شامل للأنظمة، بهدف الاستحواذ على السلطة، ما أدى إلى انقسامات عميقة وأزمات ممتدة في أكثر من قطر عربي، بما في ذلك فلسطين المحتلة".
وختم القانص تحليله بالقول: "الشعوب التي خرجت تبحث عن مستقبل أفضل فوجئت بأن الجماعة جعلت من تلك التطلعات مجرد وسيلة لخدمة مشروعها الخاص، بعيدًا عن هموم المواطن وحقوقه وواقعه المعيشي".