أُوقدت مساء الخميس، شعلة ثورة 26 سبتمبر المجيدة في قلب شارع جمال الرئيسي بمدينة تعز، وفي رؤوس الجبال وبطون الأودية والجبهات، وسط أجواء احتفالية عارمة عمّت مختلف مديريات المحافظة.
الاحتفالات الشعبية عكست بوضوح حجم تمسك أبناء تعز بثورتهم الخالدة، ورفضهم القاطع لأي محاولة للعودة إلى الوراء، بعد أن ذاقوا مرارة ما يسميه اليمنيون اليوم بـ"الأئمة الجدد" في إشارة إلى مليشيا الحوثي.
وتُجسّد ثورة الـ26 من سبتمبر أهدافها السامية التي أنهت عصور الظلام والكهنوت، ونقلت اليمن إلى رحاب العصر الحديث بقيمه الإنسانية والحضارية، لتؤسس لمرحلة العدالة والمواطنة المتساوية.
وفي هذه المناسبة، استطلعت "الليلة" آراء عدد من أبناء تعز بمختلف تكويناتهم وأحزابهم السياسية، فجاءت الحصيلة إجماعاً على أن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر هي أعظم إنجاز يمني في التاريخ المعاصر، كونها هدمت بنيان الطغيان الإمامي الذي جثم على صدور اليمنيين عقوداً طويلة، مدعياً وصايته على الدين والدنيا، واحتكاره للسلطة بدعوى السلالة.
وأكد المشاركون أن ثورة 26 سبتمبر المجيدة وضعت حداً لعصور الجهل والاستبداد والعنصرية، وفتحت الطريق أمام ميلاد اليمن الجمهوري بجيشه الوطني وقيم الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة. وقالوا: «تلك مبادئ الثورة الخالدة التي انتصرت في سبتمبر المجيد على أئمة بيت حميد الدين، وستنتصر اليوم على الحوثيين، الامتداد الكهنوتي القديم بوجهه الجديد».
كما عبّر المحتفلون عن أن مشاركتهم الليلة في إحياء الذكرى ليست مجرد طقس احتفالي، بل هي وفاء للأجداد الذين صنعوا فجر سبتمبر العظيم، وإيمان بعظمة ما قاموا به، وإجلال لكل التضحيات التي قدّمت من أجل شمس الحرية. مجددين العهد على السير على خطى قادة سبتمبر وجمهورها، ومواصلة النضال ضد المليشيا الحوثية وكل من يسعى لإعادة اليمن إلى عهد الإمامة البائد.