أدانت منظمة ميون لحقوق الإنسان، بأشد العبارات جريمة اغتيال مديرة صندوق النظافة بمحافظة تعز، افتهان المشهري، التي قُتلت برصاص مسلحين أثناء مرورها بسيارتها في جولة سنان بمدينة تعز، صباح الخميس 18 سبتمبر 2025، وهي في طريقها إلى مقر عملها.
وقالت المنظمة في بيان صادر الجمعة 19 سبتمبر، إن 20 طلقة نارية اخترقت جسد الضحية، بحسب تقارير طبية عاينت الجثة، مؤكدة أن الأجهزة الأمنية عممت صور وأسماء المتهم محمد صادق المخلافي وآخرين كفاعلين رئيسيين في الجريمة.
وكشفت ميون عن وثائق رسمية ومحادثات صوتية بينها تسجيل بصوت الضحية نفسها، تؤكد أنها كانت قد تعرضت لاعتداءات وتهديدات مباشرة بالقتل والتصفية من قبل المتهمين، عقب اقتحامهم مقر صندوق النظافة في وقت سابق وإغلاقه تحت تهديد السلاح، وفرضهم جبايات غير قانونية، ما دفعها إلى تقديم بلاغات رسمية لقيادة محور تعز ومدير الأمن واللجنة الأمنية، لكن دون أي استجابة أو تحرك لردع المعتدين.
وحملت المنظمة الأجهزة الأمنية في تعز المسؤولية الكاملة عن تجاهل تلك البلاغات وعدم اتخاذ الإجراءات الوقائية المنصوص عليها في القانون اليمني، بما في ذلك حماية الضحية ومقر عملها الرسمي.
وأعربت ميون عن أسفها العميق لما وصفته بـ"الفوضى الأمنية والانفلات الدموي" الذي يعيشه أبناء تعز، مؤكدة أن السلطات المحلية والأمنية تتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية في حماية المدنيين، خصوصاً النساء والأطفال، وفق ما نص عليه القانون الدولي لحقوق الإنسان.
كما طالبت المنظمة بسرعة إلقاء القبض على جميع الجناة وتقديمهم للعدالة دون أي استثناءات أو حصانة، وضمان عدم إفلاتهم من العقاب، داعية وزارة الداخلية إلى إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية بالمحافظة وفرض منع حمل السلاح في المدن، ووزارة الدفاع إلى إخراج المعسكرات من الأحياء المدنية.
ودعت ميون سلطات تعز إلى تسليم كافة المتورطين في جرائم مشابهة – سواء كانوا عسكريين أو مدنيين – إلى الجهات العدلية المختصة، مشددة على ضرورة ترسيخ مبدأ سيادة القانون على الجميع دون تمييز.
كما ناشدت المنظمة بترشيد الخطاب الديني ووقف التحريض على الكراهية والعنف ضد النساء، ومنع بثه عبر وسائل الإعلام، مؤكدة أن مثل هذا الخطاب يغذي بيئة الجريمة والانتهاكات.
واختتمت المنظمة بيانها بتقديم خالص تعازيها لأسرة الشهيدة افتهان المشهري، مجددة مطالبتها بمحاسبة كل المتورطين في جريمة اغتيالها المروعة، باعتبارها جريمة ضد الإنسانية لن تسقط بالتقادم.
البيان:
تدين منظمة ميون لحقوق الإنسان – بأشد العبارات – جريمة اغتيال مدير عام صندوق النظافة محافظة تعز افتهان المشهري بإطلاق النار عليها وهي على متن سيارتها في جولة سنان بمدينة تعز جنوب غربي اليمن أثناء ما كانت في طريقها إلى مقر عملها صباح الخميس 18 سبتمبر 2025 .
مصادر طبية عاينت جثة الضحية أفادت أن 20 طلقة نارية ظهرت على جسدها فيما عممت
الأجهزة الأمنية أسماء وصور محمد صادق المخلافي ومسلحين آخرين كمتهمين رئيسيين في ارتكاب الجريمة.
تؤكد وثائق رسمية ومحادثات صوتية إحداها بصوت المسؤولة المحلية الضحية عن حادثة اعتداء وتعدي سابقة قام بها المتهمون تتمثل في اقتحامهم مقر صندوق النظافة بتعز إغلاقه عنوة تحت تهديد السلاح وتهديد مديرة الصندوق (الضحية) بالقتل والتصفية الجسدية مطالبينها بدفع جبايات مالية غير قانونية تقدمت (الضحية) على إثرها ببلاغات رسمية لرئيس اللجنة الأمنية ومدير الأمن وقيادة محور تعز لضبطهم دون أن يعيروها أي اهتمام.
تحمل منظمة ميون الأجهزة الأمنية مسؤولية تجاهل البلاغات الرسمية السابقة التي تلقتها وعدم تطبيق الإجراءات الأمنية المتبعة في مثل هذه الحالات والمحددة في القانون اليمني بإلقاء القبض على المعتدين وتوفير الحماية اللازمة للضحية لكونه مقر عمل حكومي رسمي.
وتعبر منظمة ميون عن أسفها لحالة الفوضي والانفلات الأمني التي تعيشها مدينة تعز محملة السلطات المحلية المختصة مسؤولية تثبيت الأمن وحماية المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال واحترام القانون الدولي لحقوق الإنسان الذي يؤكد على ضرورة حماية المدنيين وصون كرامتهم،
وإذ تتقدم المنظمة بخالص تعازيها لأسرة الشهيدة افتهان المشهري، وتطالب في الوقت نفسه بسرعة إلقاء القبض على جميع الجناة المتورطين في ارتكاب هذه الجريمة وتقديمهم للعدالة، وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.
وتحث المنظمة وزارة الداخلية في الحكومة المعترف بها دوليا إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية في محافظة تعز وفرض منع حمل السلاح في مراكز المدن والمديريات، كما تدعو وزارة الدفاع في الحكومة ذاتها العمل على إخراج المعسكرات من المدن ومنعها من التدخل في الحياة المدنية.
وتطالب سلطات محافظة تعز بالعمل على ضبط جميع المتهمين والمدانين بارتكاب جرائم مماثلة سواء كانوا عسكريين أو مدنيين إلى الأجهزة العدلية المختصة وترسيخ مبدأ عدم الإفلات من العقاب وتطبيق القانون على الجميع دون تمييز .
وتدعو منظمة ميون إلى ترشيد الخطاب الديني ووقف الخطاب المتشدد المحرض على الكراهية والعنف على النساء ومنعه من الظهور على وسائل الإعلام.
صادر عن: منظمة ميون لحقوق الإنسان
عدن 19 سبتمبر 2025