في تعليقه على حادثة اغتيال مديرة صندوق النظافة والتحسين بمحافظة تعز افتهان المشهري، كشف الصحفي اليمني البارز مرزوق ياسين، مساء اليوم الخميس، تفاصيل صادمة عن مسيرة المشهري في مواجهة لوبيات الفساد ومراكز النفوذ التي أحكمت قبضتها على موارد الصندوق لعقود.
وقال ياسين في منشور رصده نافذة اليمن، إن قرار تعيين المشهري في أكتوبر 2023 كان بمثابة سحب الصندوق من تحت أيادي مسؤولين نافذين، أبرزهم وكيل المحافظة لشؤون مديريات المدينة والمسؤول السابق في الصندوق، الذي وصفه بأنه صاحب "أكبر لوبي" داخل هذا المرفق المالي الحساس.
وأضاف أن المشهري تسلمت الصندوق وهو غارق في الديون والتعثر، بإيرادات لا تتجاوز 120 مليون ريال شهريًا مقابل مديونية تقارب المليار، ومعظم آلياته خارج الخدمة، لكنها بدأت بخطوات تصحيحية جريئة، بينها إحالة نحو 40 موظفًا إلى نيابة الأموال في قضايا فساد مرتبطة بتوجيهات صادرة من مسؤولين خارج الصندوق.
وخلال عام واحد فقط، ضاعفت المشهري الإيرادات، وأعادت تأهيل مبنى حكومي للصندوق بدلًا من مقره القديم المتهالك، واستعادت آليات مسروقة كانت بحوزة جهات عسكرية، كما شرعت في مشروع تدوير المخلفات، ونقلت مقلب القمامة إلى الكدحة، وأطلقت حملات تشجير وفتح شوارع مغلقة.
وأشار ياسين إلى أن جهودها اصطدمت بمقاومة شرسة من شبكات الفساد، بينها منع تحصيل موارد الصندوق في المنفذ الشرقي، ومحاولات لانتزاع 200 مليون ريال من إيراداته، فضلًا عن تجنيد ناشطين لمهاجمتها وتشويهها عبر وسائل التواصل بعد أن أغلقت "حنفية المال السائب".
وأوضح أن التهديدات وصلت إلى حد إرسال جندي متهم بجرائم قتل سابقة ليكون مسؤولًا عن حمايتها، متسائلًا: "في أي دولة يتم تكليف قاتل بحماية مرفق عام؟"
واعتبر ياسين أن اغتيال المشهري لا يمثل فقط استهدافًا لشخصية إدارية ناجحة، بل هو جريمة إرهاب ضد كل أبناء تعز وكل المؤمنين باستعادة مؤسسات الدولة، مشددًا على أن القاتل المنفذ قد لا يكون سوى أداة، فيما تبقى خيوط الجريمة بيد قوى نافذة أرعبها مشروع الإصلاح والتصحيح الذي قادته المشهري.