آخر تحديث :الخميس-11 سبتمبر 2025-12:46م
منوعات

دراسة صادمة.. تأخير وجبة الإفطار يزيد خطر وفاة كبار السن

دراسة صادمة.. تأخير وجبة الإفطار يزيد خطر وفاة كبار السن
الخميس - 11 سبتمبر 2025 - 08:01 ص بتوقيت عدن
- نافذة اليمن _ وكالات

كشفت دراسة علمية حديثة أجرتها كلية هارفارد الطبية ومستشفى ماساتشوستس العام عن علاقة مثيرة للانتباه بين توقيت وجبة الإفطار واحتمال الوفاة المبكرة لدى من تجاوزوا سن الستين، ما يضع هذه العادة اليومية تحت المجهر الطبي.


وأوضحت النتائج التي نشرتها صحيفة بريطانية متخصصة أن تأخير الإفطار ولو لساعة واحدة يزيد من خطر الوفاة المبكرة بنسبة ستة في المئة بين كبار السن، وهو ما يسلط الضوء على أهمية ضبط مواعيد الوجبات وليس نوعيتها فقط.


وقال الدكتور حسان داشتي الباحث في مجال التغذية والأحياء الزمني إن توقيت الإفطار قد يكون مؤشرًا حيويًا على الصحة العامة، مشيرًا إلى أنه قد يعمل بمثابة إنذار مبكر يكشف عن وجود مشاكل جسدية أو نفسية تتطلب المتابعة.


واعتمدت الدراسة على بيانات ما يقارب ثلاثة آلاف شخص من المملكة المتحدة بمتوسط عمر بلغ أربعًا وستين سنة، حيث جرى تتبع أنماط تناول الطعام واستطلاعات شاملة حول نمط الحياة والعوامل الصحية لمدة قاربت العقد.


وأظهرت التحليلات أن الأشخاص الذين اعتادوا تأخير الإفطار سجلوا نسبًا أعلى من التعب المستمر ومشكلات صحة الفم، فضلًا عن ارتباط هذه العادة بارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق مقارنة بمن يلتزمون بتناول وجبتهم في وقت مبكر.


كما أشارت النتائج إلى أن الإفطار المتأخر ترافق مع زيادة ملحوظة في احتمالية الوفاة خلال فترة المتابعة، وهو ما دفع الباحثين إلى النظر في الإفطار كعلامة طبية مساعدة على تقييم المخاطر الصحية طويلة الأمد.


وشدد مؤلفو الدراسة على أن النتائج لا تعني وجود علاقة سببية مباشرة، فالإفطار المتأخر قد يكون انعكاسًا لعوامل أخرى مثل أسلوب الحياة أو مشكلات صحية مزمنة تؤثر على النوم والمزاج والنظام الغذائي.


ومع ذلك، يرى الخبراء أن هذه المؤشرات توفر للأطباء وسيلة إضافية لتقييم الوضع الصحي للمرضى، خاصة مع سهولة ملاحظة توقيت الإفطار باعتباره عادة يومية لا تحتاج إلى تدخل طبي معقد.


وتعيد هذه النتائج النقاش حول المقولة الشائعة التي تصف الإفطار بأنه أهم وجبة في اليوم، إذ يبدو أن الالتزام بها لا يقتصر على توفير الطاقة الصباحية بل قد يرتبط مباشرة بطول العمر وجودة الحياة.


وأشار الباحثون إلى أن الإفطار المبكر قد يعزز التوازن الهرموني ويضبط إيقاع الساعة البيولوجية للجسم، مما ينعكس إيجابًا على الصحة العامة ويقلل من احتمالية الإصابة بمضاعفات مزمنة.


كما أن توقيت الوجبة يرتبط بتنظيم مستوى السكر في الدم وضبط ضغط الدم وإمداد الدماغ بالطاقة، وهي عوامل قد تفسر جزئيًا العلاقة بين الالتزام بموعد الإفطار والصحة على المدى الطويل.


وأوصت الدراسة بمزيد من الأبحاث لفهم أعمق للعلاقة بين توقيت الوجبات ومعدلات الوفاة، مؤكدة أن التوقيت لا يقل أهمية عن نوعية الغذاء في صياغة نمط حياة صحي ومتوازن.


وبحسب الخبراء فإن تبني عادات غذائية منتظمة يسهم في تحسين الصحة الجسدية والنفسية معًا، ويمنح كبار السن على وجه الخصوص فرصة للحفاظ على نشاطهم وجودة حياتهم أطول فترة ممكنة.


ويخلص الباحثون إلى أن الإفطار ليس مجرد بداية ليوم جديد، بل قد يكون عاملًا رئيسيًا يحدد مسار الصحة العامة، وهو ما يدفع إلى إعادة التفكير في كيفية التعامل مع هذه الوجبة كأولوية يومية.