آخر تحديث :الثلاثاء-09 سبتمبر 2025-01:38ص
عربي ودولي

بروكسل 2025.. المقاومة الإيرانية تستعرض قوتها وتطرح نفسها كبديل حتمي

بروكسل 2025.. المقاومة الإيرانية تستعرض قوتها وتطرح نفسها كبديل حتمي
الإثنين - 08 سبتمبر 2025 - 06:40 م بتوقيت عدن
- نافذة اليمن

لم تكن المظاهرة الحاشدة التي شهدتها بروكسل في السادس من سبتمبر مجرد تجمع احتجاجي، بل كانت إعلاناً سياسياً مدوياً في قلب أوروبا، ورسالة واضحة بأن مسار المواجهة مع نظام ولاية الفقيه قد دخل مرحلة جديدة وحاسمة. في الذكرى الستين لتأسيسها، لم تستعرض منظمة مجاهدي خلق تاريخها النضالي فحسب، بل قدمت نفسها، ضمن إطار المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، كبديل ديمقراطي جاهز ومنظم، يحظى بدعم شعبي واسع وشرعية دولية متنامية.

في قلب هذا الحدث، جاءت كلمة السيدة مريم رجوي لترسم خارطة طريق واضحة. لم تكن كلمتها مجرد استعراض لتاريخ من الصمود في وجه دكتاتوريتين، بل كانت تأكيداً على رؤية سياسية ناضجة للمستقبل. عندما شددت على "الخيار الثالث" - لا للحرب الخارجية ولا لسياسة المسايرة، بل تغيير النظام بيد الشعب ومقاومته المنظمة - كانت تفضح إفلاس الخيارات الأخرى وتضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته. إن برنامج النقاط العشر الذي تطرحه المقاومة ليس مجرد شعارات، بل هو عقد اجتماعي لإيران الغد، يقوم على الحرية والمساواة وفصل الدين عن الدولة.

ما منح هذا التجمع زخماً استراتيجياً غير مسبوق هو الدعم الدولي الرفيع المستوى الذي شهده. إن حضور شخصيات بحجم نائب الرئيس الأمريكي السابق مايك بنس وشخصيات أوروبية بارزة، لم يكن مجرد مشاركة رمزية، بل كان اعترافاً صريحاً بفشل سياسة احتواء النظام، وإقراراً بوجود بديل حقيقي وذي مصداقية. لقد أجمع المتحدثون على أن دعاية طهران التي تزعم عدم وجود بديل قد سقطت، وأن المقاومة المنظمة التي تقودها السيدة رجوي هي الممثل الشرعي لتطلعات الشعب الإيراني.

يأتي هذا التحرك في لحظة مفصلية، وهو ما أوضحه الدكتور سنابرق زاهدي، رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة، حين أكد أن النظام يعيش "أضعف مراحله". فالأزمات الاقتصادية الخانقة، والعزلة الإقليمية والدولية، والغضب الشعبي المتصاعد، كلها عوامل تضع النظام على حافة الانهيار. وفي المقابل، نجحت المقاومة في إعادة بناء صفوفها، وتوسيع شبكتها الدولية، وتقديم رؤية واضحة للمستقبل.

لم تكن الذكرى الستين لمجاهدي خلق مجرد احتفال رمزي، بل كانت محطة لإبراز أن المقاومة باتت أكثر استعداداً من أي وقت مضى لقيادة مرحلة التغيير. رسالتها واضحة: لا تطلب من الغرب مالاً أو سلاحاً، بل فقط الاعتراف بحق الشعب في تقرير مصيره. ومع تصاعد الغضب الشعبي في الداخل، وتزايد الدعم الدولي في الخارج، تبدو إيران مقبلة على مرحلة حاسمة من تاريخها، وقد أثبتت مظاهرة بروكسل أن القوة القادرة على قيادة هذه المرحلة موجودة وجاهزة.