آخر تحديث :الثلاثاء-09 سبتمبر 2025-07:51ص

إلى أ. ع!

الثلاثاء - 09 سبتمبر 2025 - الساعة 01:26 ص

عبدالوهاب طواف
بقلم: عبدالوهاب طواف
- ارشيف الكاتب


وصلت رسالتك، التي أكدت فيها أنك لست حوثيا ولن تكون في يوم ما، حتى وإن كنت مع الجماعة.


قرأت ما سردته من مبررات وصفتها ب "الوطنية"، والتي حاولت بها إقناع نفسك "فقط" بصوابية انخراطك مع مسيرتهم، وبررت بها مشاركتك لمناسباتهم العدوانية أو الطائفية، ضد الشعب اليمني الصابر.


أقول لك:


لا يكفي أن تتفاخر إنك لم تحمل يوما شعارهم، أو تصرخ بصرخة خمينيهم، فأنت - في نهاية الأمر - تساند إصرارهم على فرض تميزهم الطبقي على اليمنيين، وتدعم تحويلهم بلادك إلى ساحة ملحقة بمشروع إيران الطائفي في المنطقة. والمعروف أن الذي يقف بجانب القاتل فهو شريكه، ومن يقف بجانب السارق فهو رفيقه، ومن يساند العنصري فهو شبيهه.


مبرراتك التي سردتها لتبرير مناصرتك لحركتهم العنصرية؛ التي دمرت بلادك، أرى أن تذهب بها لصرفها في أقرب مقبرة من منزلك العامر؛ وحاول بها استعادة حياة طفل أو شاب أو شيخ أو امرأة، ممن تمزقت أجسادهم تحت عجلات مسيرتهم.


جرب استخدام بعضها إن كانت ستطعم جائعا يتسول بجانب سيارتك الفارهة، وهو ضحية من تساندهم، وأنت تعلم أنهم من سرقوا راتبه ونهبوا ممتلكاته وصادروا حريته وبددوا آماله، وسمموا حياته، ثم دفعوا به إلى قارعة الطريق للتسول.


أنظر لعل بعض مبرراتك التي تدعي أنها "وطنية" تُعيد بعض كرامة لشابة يمنية، أخرجتها مسيرة أصحابك من منزلها إلى جولات صنعاء، لتسول فتات خبز من بقايا موائد مجاهديها، لتسد بها جوع أسرتها المحبوسة بين جدران الألم والقهر في منزلها المظلم!


نصيحة أخيرة:


بما أن الوقت لم يفت، فسارع بالعودة إلى جادة الصواب، وتطهر من كل ما علق بك من أدران القداسة المزعومة (السلالية)، ومن أكاذيب حروبهم العدوانية، ومن سرديات مسيرتهم النهبوية، لعل وعسى أن تتصالح مع ضميرك يوما ما، ولعلك تجد يوما كلمة صفح ومسامحة من شاب قضى نحبه تحت عجلات مسيرتهم البردقانية.


حاول أن ترجع إلى أدميتك ويمانيتك وإنسانيتك، فالباطل يظل باطلا، وإن علا صوته وحُسن رنينه، وزان قصيده.