في مشهد يجسد مأساة اجتماعية مؤلمة، تحوّل خلاف عابر بين صديقين على كيس "قات" إلى جريمة مزدوجة أودت بحياتهما، لتُخيم الصدمة والحزن على أوساط مدينة زنجبار بمحافظة أبين، حيث لم يتوقع أحد أن ينتهي يوم اعتيادي بمأساة دامية كهذه.
وقالت مصادر محلية إن الشابين كانا يستقلان دراجة نارية مساء أمس، في طريق عودتهما إلى الحي الذي يقطنان فيه شرقي المدينة، عندما نشب بينهما شجار حاد بشأن كيس "قات" اشترياه معًا. وبحسب روايات متطابقة، فإن الخلاف تفاقم قرب مبنى الضمان الاجتماعي وسط زنجبار، بعد أن اتهم أحدهما الآخر بتبديل الكيس، ليتحول النقاش إلى عراك انتهى بجريمة مروّعة.
وأوضحت المصادر أن الشاب يوسف صادق الحاشدي (19 عامًا) أقدم على قتل صديقه علي حيدرة محمد مقبل الحنشي (20 عامًا)، قبل أن يُقتل يوسف نفسه فجر الأحد برصاص مسلحين يُعتقد أنهم من أقارب القتيل الحنشي، في عملية انتقامية سريعة.
الحادثة، التي جاءت على خلفية تفصيل تافه، أثارت موجة من الغضب والحزن بين سكان زنجبار، حيث عبر العديد من الأهالي عن استيائهم من تكرار مثل هذه المآسي الناجمة عن الخلافات البسيطة والتي تتحول بفعل السلاح المنتشر وغياب الردع القانوني إلى جرائم دامية تهدد النسيج الاجتماعي.
وتعيد هذه الواقعة تسليط الضوء على خطورة ظاهرة حمل السلاح والانفلات الأمني، فضلًا عن غياب ثقافة الحوار وضبط النفس، الأمر الذي يجعل من أي خلاف –مهما كان بسيطًا– شرارة لمأساة تفقد فيها الأسر أبناءها، وتُغرق المجتمع في دوامة من الثأر والانتقام.