كشفت مصادر مطلعة عن واحدة من أخطر قضايا الفساد في محافظة مأرب، تتعلق باختفاء مليارات الريالات التي يتم تحصيلها منذ سنوات تحت شعار "رعاية ودعم جرحى القوات الحكومية والمقاومة"، بينما يواصل هؤلاء الأبطال مواجهة مصيرهم المأساوي بلا علاج ولا رعاية ولا أدنى مقومات العيش الكريم.
ووفقاً للمصادر، فإن ما يقارب ثلاثة مليارات ريال يمني سنوياً تُجبى بشكل منتظم عبر شركة النفط والغاز في مأرب، بناءً على اتفاق موقع عام 2018 بين السلطة المحلية ووزارة الدفاع والمقاومة، نص على خصم 100 ريال عن كل 20 لتراً من المشتقات النفطية والغازية، تحت بند دعم الجرحى والمعاقين.
لكن وعلى الرغم من تحصيل هذه الأموال الضخمة بشكل رسمي وموثق عبر قسائم معتمدة، إلا أن مصيرها ظل غامضاً، فيما لا يزال الجرحى يئنّون تحت وطأة الإهمال والتهميش، غير قادرين على الحصول حتى على العلاج الأولي الذي يخفف من معاناتهم.
و يتساءل أهالي الجرحى والناشطون: أين ذهبت هذه المليارات؟ ولماذا لم تصل إلى مستحقيها؟ وكيف يمكن لجرحى قدّموا أرواحهم دفاعاً عن الوطن أن يُتركوا لمصيرهم المجهول بينما تُنهب أموالهم على مرأى ومسمع الجميع؟
وتتعالى الأصوات في مأرب يوماً بعد آخر مطالبة بكشف الحقائق ومحاسبة المتورطين في هذه الفضيحة التي وصفت بـ"الطعنة في ظهر الجرحى". ويرى مراقبون أن السكوت عن هذا الملف لا يعني سوى حماية الفاسدين واستمرار نزيف المال العام على حساب أشلاء وتضحيات الأبطال.