رجّح مسؤول رفيع في حكومة الشرعية، أن تكون إسرائيل قد نجحت في "فكّ شيفرة" المليشيات الحوثية وإنزال ضربة استخباراتية وعسكرية مدوية استهدفت أعلى هيئاتها القيادية في عقر دارها، وسط تساؤلات صادمة عن "خيانة داخلية" محتملة.
وأدلى وكيل وزارة الإعلام، أسامة الشرمي، بتصريحات، قال فيها إن "الرأي الغالب يشير إلى أن إسرائيل قد نجحت في فك شيفرة ميليشيا الحوثي"، خلال هجومها الأخير على العاصمة صنعاء، الذي استهدف اجتماعًا لما يسمى "حكومة" الميليشيا، مخلفًا عشرات القتلى.
ولم يقتصر حديث الشرمي على مجرد ضربة عسكرية، بل تعداه إلى رسم سيناريو مرعب للمستقبل، معتبرًا أن "الأيام المقبلة قد تأتي بمشهد مشابهٍ لِما حدث في الضاحية الجنوبية في لبنان"، في إشارة إلى استهداف معقل حزب الله. وربط المسؤول بين توقيت الضربة والتزامن مع إعلان إسرائيل اغتيال الناطق العسكري باسم حماس، أبو عبيدة، مما يعيد إلى الأذهان نمطًا استخباراتيًا مريبًا.
وسلّط التصريح الضوء على أدلة مقلقة تشير إلى وجود متورطين من الداخل، حيث أشار الشرمي إلى أن ردة فعل الميليشيا "لم تواكب حجم الحدث" ووصف تعاملها بالاستخفاف.
وأضاف: "حتى عبدالملك الحوثي نفسه، في كلمته، لم يذكر أسماء القتلى ولا مناصبهم... واكتفى بالحديث عن اختراق أمني هم بصدد معالجته".
ولفت الانتباه إلى مفارقة صادمة تتمثل في خروج محمد مفتاح، رئيس "حكومة" الحوثيين، من موقع الانفجار "دون أن يُصاب بخدش"، في حين غيب القتل العشرات. واعتبر الشرمي أن هذا "يثير شبهات قوية بوجود خيانة داخلية"، متسائلاً عن "دور الحوثيين فيه".
وتوقع المسؤول أن تحاول الميليشيا استغلال الضربة لـ"تصفية حساباتها مع خصومها السياسيين"، وخاصة في المؤتمر الشعبي العام، وضد منظمات المجتمع المدني وموظفي الأمم المتحدة المحايدين، و"الاختطاف والاعتقال تحت ذريعة الضربة".
وكشف الشرمي عن البعد الإقليمي للضربة، معتبرًا أن إسرائيل باتت ترى في جبهة اليمن تهديدًا يجب تحييده قبل أي عملية مستقبلية ضد إيران أو في مفاوضات غزة. وأوضح أن الحوثيين، كذراع إيراني، يسعون "لتجنب أي تصعيد ضد إيران حتى لو أدى ذلك إلى إحراق اليمن"، خدمةً لأجندة طهران التفاوضية مع الأوروبيين.
وحذّر من أن الاستثناء الوحيد سيكون إذا أصرت القوى اللبنانية على نزع سلاح حزب الله، "حينها قد نشهد تصعيدًا واسعًا يشمل لبنان واليمن وإيران على حد سواء"، في إشارة إلى سيناريو حرب إقليمية شاملة.
المصدر: ارم نيوز