آخر تحديث :الخميس-04 سبتمبر 2025-01:19ص
اخبار وتقارير

امرأة تذهل الحضور بموقف بطولي في ساحة إعدام بتعز وتقدم أغلى ما تملكه

امرأة تذهل الحضور بموقف بطولي في ساحة إعدام بتعز وتقدم أغلى ما تملكه
الأربعاء - 03 سبتمبر 2025 - 10:06 م بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - خاص

شهد السجن المركزي بمدينة تعز اليوم الأربعاء، لحظة استثنائية ستظل عالقة في ذاكرة الحاضرين، حين تقدّمت امرأة من مديرية جبل حبشي بمبادرة إنسانية نادرة لإنقاذ حياة شاب محكوم عليه بالإعدام، مقدمةً منزلها المكوَّن من ثلاثة طوابق ثمناً للعفو.

وطبقا لشهود عيان، فقد كانت لحظة إنزال الشاب عيسى أحمد ابن أحمد التاج إلى ساحة الإعدام بتهمة قتل الشاب عماد أحمد حسان سعد المليكي في 31 أكتوبر 2017م، مشحونة بالخوف والقلق، وسط محاولات مستميتة من مشايخ ووجهاء للتوسط لدى والد المجني عليه لوقف تنفيذ الحكم.

وفي تلك اللحظات الحرجة، تقدّمت السيدة ذكرى محمد البريهي – التي لا تربطها أي صلة قرابة بالجاني أو بالمجني عليه – نحو والد الضحية، ترجوه وتستعطفه، ثم ألقت أمامه بصيرة منزلها الكائن في مدينة تعز، معلنة أنها على استعداد للتنازل عن بيتها والذهاب لإخراج أولادها منه، مقابل أن يعفو عن الشاب المحكوم بالقصاص.

لكن محاولتها البطولية، ومعها توسلات المشايخ والأعيان، لم تجدِ نفعاً، إذ أصر والد المجني عليه الحاج أحمد حسان المليكي على المضي في تنفيذ الحكم، متراجعاً عن وعود سابقة كان قد قطعها بالعفو في اللحظة الأخيرة، ليُنفذ حكم الإعدام وسط ذهول وصدمة الحاضرين الذين كانوا يتطلعون إلى عفو يُنهي سنوات من الجهود والمساعي.

المشهد المؤلم أثار جدلاً واسعاً بين الحاضرين الذين وصفوا ما قامت به المرأة بأنه "موقف مشرف سيُخلّد في الذاكرة"، حتى وإن لم يُكتب له أن يُنقذ حياة الشاب عيسى التاج.

وتشير المصادر إلى أن القضية التي امتدت لثماني سنوات، شغلت الأوساط الاجتماعية في جبل حبشي، وشهدت مساعي كبيرة قادها مشايخ ووجهاء وقضاة بارزون، وصولاً إلى تدخل رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني، غير أن جميع تلك المساعي اصطدمت برفض أولياء الدم التنازل في النهاية.