كشفت مصادر وثيقة الاطلاع معلومات عن الانفجارات التي هزّت العاصمة المحتلة صنعاء، اليوم الخميس، نتيجة سلسلة غارات جوية إسرائيلية مكثفة، مشيرة إلى أنها استهدفت مواقع وشخصيات قيادية بارزة في مليشيا الحوثي، في تطور غير مسبوق لمسار الصراع.
وقالت المصادر، إن مقاتلات إسرائيلية نفذت أربع ضربات دقيقة على منزل القيادي الحوثي الملقب بـ"زبارة" في حي حدة السكني جنوب العاصمة، ما أدى إلى تدمير كامل المبنى، بينما كان بداخله عدد من الأشخاص، بينهم قيادي آخر يُدعى "المؤيد".
وأوضحت المصادر أن الانفجارات العنيفة طالت أيضًا منازل مجاورة، بينها سور منزل رجل الأعمال جمال الحثرة، مالك مصنع مياه حدة، فيما شوهدت سيارات إسعاف تهرع إلى المكان وسط تشديد أمني صارم من جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، الذي منع المواطنين من التصوير أو تداول تفاصيل الهجوم.
الغارات لم تقتصر على استهداف حدة فقط، إذ شنت الطائرات الإسرائيلية أكثر من عشر ضربات متفرقة على العاصمة، سُمعت أصداؤها في مختلف الأحياء. وأكدت القناة 14 العبرية وهيئة البث الرسمية أن العملية خضعت لـ"تخطيط دقيق منذ مطلع الأسبوع" واستهدفت شخصيات قيادية ومقار حيوية للجماعة.
إلى ذلك، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الهجمات تزامنت مع خطاب متلفز لزعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، مشيرة إلى أن الأهداف كانت عسكرية بالدرجة الأولى، وجاءت في إطار "ضرب النخاع القيادي والعسكري للجماعة"، وفق وصفها.
وظهرت خلال التغطية الإعلامية الإسرائيلية صور لوزير الدفاع يوآف غالانت وهو يتواصل مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أثناء تنفيذ الغارات، مؤكدًا أن إسرائيل "ستقطع اليد التي تمتد إليها"، في إشارة مباشرة للحوثيين.
الجيش الإسرائيلي أوضح أن الهجوم جاء ردًا على ما وصفه بـ"استمرار الحوثيين، بدعم وتمويل إيراني، في استهداف الأراضي الإسرائيلية"، مشددًا على أن الغارات "أصابت أهدافها بدقة وشلت قدرات قيادية للجماعة".
في المقابل، سارعت مليشيا الحوثي إلى نفي سقوط قيادات في الضربات. وقال نصر الدين عامر، نائب مايسمى برئيس الهيئة الإعلامية للجماعة، إن ما يجري هو "استهداف لأعيان مدنية" عقابًا للشعب اليمني على دعمه لغزة، حد تعبيره.
أما زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، فقد وصف الغارات بأنها "عدوان فاشل"، معتبرًا أن إسرائيل "تستهدف الشعب اليمني بأكمله ولا تفرق بين أحد".