كشف الصحفي والناشط اليمني البارز وائل البدري، مساء يوم الاثنين، تفاصيل وصفها بـ"الخطيرة"، تربط بين الهجوم الصاروخي الذي نفذته مليشيا الحوثي نحو إسرائيل في 22 أغسطس، والتصعيد الإيراني المتزامن مع ذكرى "اليوم الوطني للصناعات الدفاعية" في طهران.
البدري أوضح في منشور رصده نافذة اليمن على حسابه الرسمي بموقع فيس بوك، أن التوقيت لم يكن محض صدفة، إذ بثّت القناة الرسمية الإيرانية "IRIB News" لقاءً مباشراً مع وزير الدفاع الإيراني نصير زاده مساء 22 أغسطس، تحدث فيه عن امتلاك طهران صواريخ متعددة الرؤوس لم تُستخدم من قبل، وعن وجود مصانع أسلحة إيرانية في دول أخرى. وفي اللحظة ذاتها تقريباً – وفق البدري – أطلقت جماعة الحوثي من صنعاء صاروخاً "فرط صوتي متعدد الرؤوس" باتجاه إسرائيل، في تطابق مثير مع خطاب الوزير الإيراني.
ووصف البدري العملية بأنها "تجسيد عملي لكلام الوزير الإيراني، ورسالة صريحة لإسرائيل بأن مفاجآت طهران يمكن أن تُطلق من أذرعها الإقليمية"، مؤكداً أن ما جرى يثبت تبعية الحوثيين للمشروع الإيراني أكثر مما يبرهن على ادعاءاتهم بالدفاع عن غزة.
وأضاف أن خطاب المرشد الإيراني علي خامنئي في 24 أغسطس، الذي ركز فيه على المفاوضات مع الولايات المتحدة، كشف جوهر اللعبة: "لم يكن التصعيد لأجل غزة كما يزعم الحوثيون، بل لأجل تحسين موقع إيران التفاوضي أمام واشنطن بعدما ضاقت عليها الشروط الأميركية"، و تعبير البدري.
وحول الضربات الإسرائيلية على صنعاء في 24 أغسطس، بعد يومين من الهجوم الحوثي، اعتبر البدري أن تل أبيب كانت تدرس خياراتها بدقة: "لم يتبقَّ في اليمن ما يمكن استهدافه من موانئ أو مطارات أو منشآت نفطية، فاختارت إسرائيل ضرب مورد اقتصادي حيوي لإرسال رسالة مفادها: لسنا بصدد حرب استنزاف طويلة كتلك التي بدأها التحالف قبل عقد، نحن نوجّه ضربات في العظم"، بحسب وصفه.
وختم الصحفي اليمني تحليله بالتأكيد أن الحقيقة الصارخة تتمثل في أن الحوثيين ليسوا مقاومين ولا مدافعين عن غزة، بل مجرد ورقة بيد طهران، تُستخدم وقت الحاجة لابتزاز الولايات المتحدة ورفع سقف التفاوض، مضيفاً: "فلسطين بالنسبة لإيران ليست هدفاً للتحرير، بل شعاراً للاستثمار السياسي.. والواقع صفقة على طاولة المساومات الدولية".