شهدت مدينة تعز، وسط اليمن، الإثنين، تظاهرة حاشدة للعشرات من المعلمين والمعلمات للمطالبة بصرف رواتبهم المتوقفة منذ سنوات، وإنهاء حالة المعاناة المعيشية التي تضغط بقسوة على حياتهم وأسرهم.
وانطلقت المسيرة من جولة العواضي، لتتجه إلى مقر السلطة المحلية المؤقت، وسط هتافات ولافتات رفعها المحتجون تطالب مجلس القيادة الرئاسي والحكومة بسرعة الاستجابة لمطالبهم، وفي مقدمتها صرف الرواتب المتأخرة، وإقرار التسويات المالية والزيادات القانونية المستحقة التي ظلوا يطالبون بها طوال السنوات الماضية.
وقال مشاركون في المسيرة إن استمرار تجاهل هذه المطالب لم يعد مجرد أزمة حقوقية، بل تحول إلى تهديد مباشر لمستقبل العملية التعليمية في المحافظة، خصوصًا مع بدء العام الدراسي الجديد الذي يواجه مخاطر التعطل الكامل إذا ما استمر الإضراب.
وفي بيانها، أعلنت نقابة التربويين في تعز الدخول في إضراب مفتوح عن العمل، مؤكدة أن القرار جاء بعد سلسلة من الخطوات التصعيدية التي قوبلت بعدم استجابة من الجهات المعنية. وحملت النقابة الحكومة والسلطة المحلية المسؤولية الكاملة عن أي تداعيات سلبية قد تلحق بالطلاب أو بالعملية التعليمية ككل.
ويرى مراقبون أن تحرك المعلمين يعكس حجم التدهور المعيشي الذي يعاني منه موظفو القطاع العام في ظل الحرب المستمرة وانقطاع المرتبات، حيث يجد الآلاف من الكوادر التربوية أنفسهم عاجزين عن توفير أبسط احتياجات أسرهم، ما يدفعهم إلى اتخاذ خطوات احتجاجية قد تكون لها انعكاسات عميقة على مستقبل التعليم.
كما حذرت فعاليات مجتمعية من أن استمرار الأزمة دون حلول عملية سيؤدي إلى شلل شبه كامل في المدارس الحكومية، ما سيضاعف من نسب التسرب المدرسي ويحرم عشرات الآلاف من الأطفال من حقهم في التعليم، في وقت توصف فيه تعز بأنها إحدى أكثر المحافظات تضررًا من الحرب والحصار.
ويأتي هذا التصعيد في سياق عام من الاحتقان الاجتماعي والاقتصادي الذي يعيشه اليمنيون، حيث تتعالى الأصوات المطالبة بإنهاء معاناة الموظفين وصرف مرتباتهم بشكل منتظم باعتباره المدخل الأساسي لإنقاذ القطاعات الخدمية وعلى رأسها التعليم.