بعد ثلاثة أشهر من أزمة عطش خانقة ضربت مدينة تعز، جاءت أمطار الأيام الماضية لتمنح السكان جرعة أمل مؤقتة، مخففة من المعاناة التي حوّلت الحصول على قطرة ماء إلى معركة يومية.
المياه التي هطلت بغزارة أعادت الحياة لأسطح المنازل والخزانات الفارغة، كما ساهمت في تدفق جزئي لمياه المشروع العمومي إلى بعض الأحياء السكنية، وفق إفادات سكان محليين. هؤلاء وصفوا عودة المياه بأنها "بصيص فرج مؤقت" بعد أزمة أجبرت آلاف الأسر على دفع أسعار فلكية للحصول على صهاريج الماء.
ورغم التحسن النسبي، يؤكد الأهالي أن الأمطار لا يمكن أن تكون حلًا جذريًا لمأساة المياه المستمرة منذ مايو الماضي، والتي تفاقمت بفعل الحصار الحوثي الخانق، مطالبين بسرعة استكمال مشروع مياه الشيخ زايد في منطقة الضباب، باعتباره المشروع الوحيد القادر على إنقاذ المدينة من كابوس العطش بشكل مستدام.
وبالتوازي مع تدفق الأمطار، شهدت أسعار صهاريج المياه تراجعًا كبيرًا؛ إذ هبط سعر الصهريج سعة ستة آلاف لتر من أكثر من 150 ألف ريال إلى نحو 80 ألف ريال حاليًا. لكن مواطنين يرون أن هذه الأسعار ما تزال مبالغًا فيها، مقارنةً بانخفاض أسعار الوقود وتحسن سعر العملة وتعافي بعض الآبار من النضوب.
أهالي تعز، العالقون بين الحصار والجفاف، شددوا على ضرورة فرض رقابة حقيقية على أسعار المياه وضمان التوزيع العادل عبر المشروع العمومي، مؤكدين أن الماء ليس سلعة للمساومة، بل حق أساسي لا يمكن التفريط فيه.