تواجه أكثر من 500 أسرة في قرية الحِلّة بمديرية حيس جنوب الحديدة مأساة إنسانية خانقة، بعدما حوّلتها مليشيا الحوثي الإرهابية – المدعومة من إيران – إلى قرية عطشى عقب تدميرها ونهبها لمشروع المياه الوحيد الذي كان يغذي الأهالي.
وبحسب شهادات محلية، فقد أقدمت المليشيا خلال فترة سيطرتها السابقة على نهب المولدات والمضخات ومعدات التشغيل، إلى جانب تدمير الشبكة الداخلية وحفر خنادق عسكرية في موقع المشروع، ما أدى إلى توقفه كليًا، وترك مئات الأسر تواجه مصيرًا قاسيًا.
ورغم مرور أربع سنوات على تحرير القرية، لا يزال السكان والعائدون من النزوح يضطرون لقطع مسافات تصل إلى أربعة كيلومترات يوميًا نحو المزارع والآبار للحصول على كميات قليلة من المياه بالكاد تكفي ليوم واحد.
أحد الأهالي، ويدعى عاصم علي، أكد أن الحوثيين ارتكبوا جريمة ممنهجة بحرمان السكان من حقهم في المياه، بينما عبّر المواطن ماجد زهير عن المأساة قائلًا: "عدنا من النزوح لنجد أنفسنا محرومين من أبسط مقومات الحياة.. شربة ماء أصبحت حلمًا لأطفالنا".
الأهالي ناشدوا الجهات المختصة والمنظمات الإنسانية سرعة التدخل لإعادة تأهيل المشروع المنهوب، مؤكدين أن حرمانهم من المياه يشكّل عقابًا جماعيًا متعمدًا فرضته المليشيا، في سياق سلسلة من الانتهاكات الممنهجة التي طالت مشاريع مياه أخرى في مديريات الحديدة، بينها مشروع قرية الدُنين الذي فجّرت خزاناته وأوقفت خدماته.
لتبقى قرية الحِلّة اليوم شاهدًا حيًا على جريمة إنسانية مركّبة ارتكبتها المليشيا بحق المدنيين، حيث لا عطش أشد من عطش الحرمان من أبسط مقومات البقاء.