في اليوم العالمي للعمل الإنساني، الذي يصادف 19 أغسطس من كل عام، أطلقت 68 منظمة إغاثية دولية ويمنية نداءً مشتركًا يدعو إلى التضامن والتحرك العاجل لإنقاذ اليمن، في ظل أزمة إنسانية متفاقمة تُعد من بين الأسوأ عالميًا.
يأتي هذا النداء في وقت يشهد فيه اليمن تصاعدًا غير مسبوق في الاحتياجات الإنسانية، حيث باتت البلاد تُصنّف كثالث أكبر أزمة جوع في العالم. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 18 مليون شخص سيعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد بحلول سبتمبر المقبل، في ظل تفشي الأمراض وسوء التغذية، خاصة بين الأطفال الذين يواجهون خطرًا مضاعفًا على حياتهم ونموهم.
البيان المشترك للمنظمات الإغاثية سلّط الضوء على تزايد مخاطر الحماية التي تهدد النساء والفتيات والنازحين داخليًا واللاجئين والمهاجرين والأشخاص ذوي الإعاقة، مؤكدًا أن هذه الفئات تواجه تحديات متفاقمة في ظل تراجع التمويل الإنساني والقيود التشغيلية التي تعيق وصول المساعدات.
ورغم أن المجتمع الإنساني يضع أولوية قصوى للوصول إلى الفئات الأكثر ضعفًا، إلا أن الخدمات الأساسية التي يعتمد عليها اليمنيون للبقاء على قيد الحياة تتضاءل بشكل خطير، ما يخلق مسارًا تصادميًا بين الاحتياجات المتزايدة والدعم المتناقص.
المنظمات الإغاثية أعربت عن قلقها البالغ إزاء استمرار الانتهاكات ضد العاملين في المجال الإنساني، حيث تم تسجيل 17 حادثة عنف ضدهم وممتلكاتهم منذ بداية العام الجاري. كما لا يزال عشرات من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني محتجزين تعسفيًا من قبل سلطات الحوثيين، بعضهم منذ أكثر من عام.
وأكد البيان أن "استهداف العاملين في المجال الإنساني لا يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي فحسب، بل هو أيضًا اعتداء غير مباشر على ملايين الأشخاص المستضعفين الذين يخدمونهم"، مشددًا على ضرورة الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، وضمان حماية العاملين في المجال الإنساني في جميع الأوقات.
ورغم التحديات الهائلة، أشار البيان إلى أن العاملين في المجال الإنساني في اليمن لم يتوقفوا عن أداء مهامهم، بل يواصلون جهودهم لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة، جنبًا إلى جنب مع المجتمعات المحلية. وقد تمكنت 155 منظمة إغاثية هذا العام من الوصول إلى أكثر من 3.2 مليون شخص شهريًا، عبر تقديم مساعدات حيوية تشمل المياه النظيفة، الغذاء، الرعاية الصحية، الحماية، المأوى، المواد غير الغذائية، والدعم النقدي.
في ختام البيان، شددت المنظمات الإغاثية على ضرورة تحرك المجتمع الدولي من أجل الإنسانية، لحماية العمل الحيوي الذي يقوم به العاملون في المجال الإنساني وتمكينهم من أداء مهامهم بأمان، مؤكدة أنها "تقف مع جميع العاملين في المجال الإنساني في اليمن وحول العالم، الذين يتحدّون الصعاب ويخاطرون بحياتهم لخدمة من هم في أمسّ الحاجة".