آخر تحديث :السبت-16 أغسطس 2025-01:03ص
اخبار وتقارير

كارثة بيئية وصحية تضرب تعز.. قنوات تصريف السيول تتحول إلى مقالب قمامة ومخلفات بناء

كارثة بيئية وصحية تضرب تعز.. قنوات تصريف السيول تتحول إلى مقالب قمامة ومخلفات بناء
الجمعة - 15 أغسطس 2025 - 11:32 م بتوقيت عدن
- تعز - نافذة اليمن - محرم الحاج

تحولت قنوات تصريف السيول في تعز، التي أُنشئت لحماية المدينة من الفيضانات وتجنيبها كوارث السيول، إلى مكبات ضخمة للقمامة ومخلفات البناء، في مشهد يثير غضب المواطنين والناشطين والمختصين بالشأن البيئي والصحي، وسط تحذيرات من تداعياته الكارثية على صحة السكان وانتشار الأوبئة.

المواطنون يعبرون عن استيائهم من غياب دور صندوق النظافة والتحسين وتقاعس السلطات المحلية عن رفع المخلفات ومنع رميها في مجاري السيول، فيما يحمّل آخرون مكتب الأشغال العامة والطرق مسؤولية ترك القنوات تتحول إلى مقالب لمخلفات البناء، وفشله في ضبط المخالفين ومنعهم من إلقاء المخلفات في السائلة.

وتتكدس النفايات على امتداد مجاري السيول المارة بأحياء ديلوكس، وشارع التحرير الأسفل، وعصيفرة، وغيرها، ولا يقتصر الأمر على سكان الأحياء المجاورة، بل يأتي أشخاص من أحياء أخرى بسياراتهم وباصاتهم لإلقاء نفايات منازلهم ومحلاتهم في الممرات. ويشاهد بين الحين والآخر شاحنات وبوابير محملة بالأتربة ومخلفات البناء تُفرغ حمولتها داخل السائلة أو بالقرب منها، وأحيانًا برفقة مسلحين لردع من يحاول منعهم، بحسب المواطن سعيد محمد (58 عامًا).

ويؤكد المواطن هاشم أمين (35 عامًا) أن النقاط الأمنية تسمح بمرور هذه الشاحنات مقابل مبالغ مالية تصل إلى 3 آلاف ريال، مشيرًا إلى أنه خلال أعمال صيانة لمنزله نقل المخلفات إلى السائلة المجاورة بعد دفع هذا المبلغ. ويصف موظف في مكتب الأشغال ما يحدث بأنه عمل منظم تغذيه البلطجة والفوضى، حيث يتربح المسلحون من إفراغ المخلفات نيابة عن المواطنين مقابل مبالغ مالية.

الروائح الكريهة المنبعثة من المخلفات تحاصر مئات الأسر، وتجعل منازلها غير صالحة للسكن، ما يدفع بعض السكان للتفكير بمغادرتها، مثل المواطن عبدالله سيف (52 عامًا) الذي اضطر لإخلاء منزله المجاور للسائلة، وعرضه للبيع دون أن يجد مشترٍ بسعر مناسب. بينما يضطر آخرون للتعايش مع الوضع لعدم توفر بدائل سكنية.

السلطات الصحية في تعز تحذر من تداعيات كارثية، حيث تشكل المخلفات بيئة خصبة للحشرات والقوارض، وتفاقم انتشار أمراض مثل الملاريا، حمى الضنك، الكوليرا، الحصبة، الحميات الفيروسية، والتهاب السحايا. وبحسب التحليل الوبائي الصادر عن مركز الترصد الوبائي، سجلت المدينة العام الماضي مئات الإصابات المؤكدة والمشتبهة، مع ارتفاع في معدلات الإصابة بين مديريات المظفر والقاهرة وصالة.

المرافق الصحية تستقبل يوميًا عشرات الحالات المصابة بأمراض ناتجة عن النفايات، ما يدفع بعض الأهالي إلى حرقها، الأمر الذي يطلق دخانًا ومركبات سامة تلوث الهواء وتزيد من حالات الاختناق والربو والأمراض الجلدية وحتى السرطان، وفق ما يؤكده أطباء محليون التقيانهم أمس.

ورغم أن قنوات السيول شهدت في السابق حملات تنظيف، أبرزها في مارس 2019 بقيادة مدير صندوق النظافة السابق سمير إسماعيل، وأخرى في ديسمبر 2020 من قبل السلطة المحلية التي غطت 5 آلاف متر من الممرات، إلا أن الأعمال لم تكتمل سوى في قناتي وادي القاضي والنجيشة، لتبقى بقية القنوات غارقة في أكوام النفايات والمخاطر الصحية.