حذّر تقرير صادم لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) من كارثة إنسانية وزراعية وشيكة في اليمن، مع توقعات بتضرر أكثر من 114 ألف هكتار من الأراضي الزراعية ونفوق مئات الآلاف من رؤوس الماشية، جراء أمطار غزيرة وفيضانات مفاجئة خلال موسم الخريف المطير هذا العام.
وأوضحت المنظمة في تقرير حديث، أمس الأربعاء، أن الأمطار الركامية المتوقعة بين أغسطس/آب وأكتوبر/تشرين الأول، قد تتجاوز معدلاتها القصوى في الأراضي المنخفضة الغربية والجنوبية، ما سيؤدي إلى فيضانات واسعة النطاق تشكل تهديداً مباشراً للمجتمعات الزراعية والرعوية الهشة.
ووفق التقرير، يُقدّر أن 113,522 هكتاراً، أي نحو 8% من إجمالي الأراضي المزروعة في اليمن، معرضة لمخاطر عالية، تتصدرها الحديدة بـ 77,158 هكتار، تليها صنعاء بـ 16,826 هكتار، ثم ذمار بـ 7,291 هكتار، والمحويت بـ 6,749 هكتار، فيما تسجل ريمة النسبة الأقل بـ 5,497 هكتار.
وأكدت "الفاو" أن الفيضانات ستضرب المحاصيل الأساسية، خاصة الذرة الرفيعة والدخن، ما يهدد بانخفاض الإنتاج الزراعي بشكل خطير. كما حذر التقرير من أن حوالي 884,130 رأساً من المجترات الصغيرة، أي ما يعادل 5% من الثروة الحيوانية في البلاد، معرضة لخطر الغرق أو النفوق، بينما ستواجه الحيوانات الناجية مخاطر عالية للإصابة بالأمراض، في ظل ضعف الخدمات البيطرية وتدهور الظروف الصحية.
وأضافت المنظمة أن الآثار المدمرة لهذه الفيضانات ستؤدي إلى تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، لا سيما بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات، خصوصاً في المناطق التي تعيش بالفعل في مرحلة الأزمة أو ما فوقها وفق التصنيف المرحلي للأمن الغذائي (IPC).
وأوصى التقرير بضرورة توسيع المساعدات الغذائية للمناطق المتضررة، وتبني برامج زراعية حساسة للتغذية، وتقديم دعم نقدي عاجل للأسر الفقيرة، إلى جانب إرسال فرق بيطرية للمناطق عالية الخطورة، والاستثمار في إعادة تأهيل أنظمة الري والصرف لتقليل الخسائر ودعم التعافي الزراعي.