آخر تحديث :الأربعاء-13 أغسطس 2025-12:34ص
اخبار وتقارير

بعد احاطة المبعوث الأممي.. سلطة صنعاء تكشف عن تخبطها وارتباكها وتعترف بمعاناتها بسبب عدن

بعد احاطة المبعوث الأممي.. سلطة صنعاء تكشف عن تخبطها وارتباكها وتعترف بمعاناتها بسبب عدن
الثلاثاء - 12 أغسطس 2025 - 11:58 م بتوقيت عدن
- نافذة اليمن/كتب: المحرر السياسي

كشفت إحاطة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة هانس غروندبرغ، امام مجلس الامن الدولي يوم الثلاثاء 12 أغسطس/اب، عن حجم تأثير تحركات الحكومة الشرعية اليمنية المعترف بها دوليا وإجراءات البنك المركزي التي افضت الى تحسن صرف العملة الوطنية وتعافي الاقتصاد.

البيان الصادر عن ما يسمى بوزارة الخارجية والمغتربين في حكومة صنعاء التابعة للحوثي، رد في ظاهره على احاطة المبعوث الذي ولاول مرة يحملها مسؤولية عرقلة تحقيق السلام، ولكنه أيضا عبر بشكل غير مباشر على حالة التخبط والقلق والعزلة التي تعيشها الميليشيات الحوثية حاليا.

تناقض واضح :

خارجية الميليشيات التي اتهمت في بيانها المبعوث الاممي بالدوران في حلقة مفرغة والابتعاد عن الأسباب الجذرية للازمة اليمنية، عادت في نفس البيان للهجوم على السعودية وتحميلها مسؤولية الحرب على الرغم من تجاوز هذه الجزئية منذ سنوات وتحديدا منذ اعلان الهدنة الهشة في 2 ابريل ٢٠٢٢ لانقاذ الحوثي من الهزائم المتلاحقة في جبهات شبوة ومارب.

وفي حين قالت ان هجماتها ضد السفن في البحر الاحمر وباب المندب هي لدعم غزة وليست جزءاً من الصراع الداخلي كما يُروج له المبعوث الأممي، اعتبرت في نفس البيان الغارات الأمريكية والإسرائيلية، التي كانت ردا على الهجمات البحرية، احد اسباب عرقلة تحقيق السلام في اليمن.

ارتباك وتخبط :

وجاء في البيان استغراب الحوثي من تحميل صنعاء مسؤولية تجزئة الاقتصاد اليمني، وهي التي اتخذت قرار منع التعامل بالطبعة الجديدة من العملة المحلية مما ادى الى انقسام نقدي حاد، عززته بقرارات بصك عملات معدنية جديدة من فئتي 50 و100 ريال وعملة ورقية من فئة 200 مزورة، بالإضافة إلى قرارات أخرى منها منع دخول الواردات القادمة من الموانئ المحررة في عدن والمكلا إلى مناطق سيطرتها لتفرض بذلك واقع اقتصادي جديد يفرق بين اليمنيين.

وما يثير السخرية أن بيان الميليشيات اعتبر كل هذه الاجراءات ضرورية تهدف لحماية الاقتصاد الوطني والحفاظ على استقرار العملة في مناطق سيطرتهم، لكنها اعتبرت قرارات وإجراءات بنك عدن التي هدفت الى انقاذ الاقتصاد من عبث الميليشيات الذي امتد الى المناطق المحررة، بانها قرارات "احادية" تسببت بالانقسام النقدي والاقتصادي.

عزلة محلية ودولية :

كما لم تنس الميليشيات في بيانها التذكير بقرارات الشرعية التي تسببت بعزلها محليا ودوليا، ومنها إصدار البطاقة الذكية وحصر عملية التصديق على الوثائق الدراسية والصحيفة الجنائية وشهادة مزاولة المهن الطبية وغيرها على العاصمة عدن فقط.

تهديد المبعوث الأممي:

وكعادتها اختتمت الميليشيات بيانها بتهديد المبعوث الاممي بإنهاء عمله في حال استمر في فضحهم مثلما حصل مع اسلافه الذين تم إنهاء أعمالهم بعد رفض الميليشيات التعامل معهم عقب تصريحات صادقة كشفت حقيقتها.

ماذا قال هانس غروندبرغ؟:

يشار الى ان المبعوث الاممي وعلى غير العادة انتقد تحركات الميليشيات الحوثية التي تقوض فرص احلال السلام والاستقرار في اليمن، ومنها الهجوم الكبير على جبهة العلب في محافظة صعدة وتعزيز المواقع حول مدينة الحديدة.

وتطرق إلى قرارات الميليشيات التي وصفها بـ"الأحادية والتصعيدية"، وقال انها تهدد بتعميق الانقسامات بين مؤسسات الدولة وهياكلها، وذكر منها إصدار عملات معدنية جديدة من فئة 50 ريالاً وأوراق نقدية من فئة 200 ريال، مشيرا الى هذا التصعيد يفاقم تجزئة الريال اليمني ويعقّد المناقشات المستقبلية لتوحيد الاقتصاد.

قال: "هذه خطوات في الاتجاه الخاطئ. وبدلاً من ذلك، أحث على الحوار بين الأطراف" .