شهد السجن المركزي في مأرب يوم الثلاثاء حادثة غريبة ومثيرة أثارت استغراب السجناء وداخل أروقة السجن، حيث فوجئ أحد المعتقلين السابقين في سجن الأمن السياسي بزيارة من جلاده السابق، الذي كان يعذبه بشكل وحشي، لكنه هذه المرة ظهر ببدلة رسمية لمنظمة مجتمع مدني، وبحوزته فريق تصوير وكاميرا.
وبحسب ما نشره الصحفي مانع سليمان، فإن المعتقل الذي نُقل حديثًا من الأمن السياسي إلى السجن المركزي، صدم الجميع عندما بدأ يمدح الأمن السياسي ويشيد بتعامله معهم، في تحول مفاجئ أثار دهشة بقية المساجين الذين كانوا قد سمعوا سابقًا مناشداته وشكاواه عن التعذيب الذي تعرض له.
وحينما استفسر المساجين عن سبب هذا التغير الغريب في موقفه، أجاب ببساطة قائلاً: "الذي لابس بدلة المنظمة هو نفسه الذي كان يعذبني، أيش تشتوني؟ أرجع للحمام!".
هذه الواقعة تكشف عن تناقضات غريبة في المشهد الحقوقي والتعامل الأمني في مدينة مأرب الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح، وتطرح تساؤلات حول مصداقية بعض الجهات المحسوبة على جماعة الإخوان التي تتخذ من "حقوق الإنسان" غطاءً بينما تحولت إلى أذرع لتعذيب المعتقلين.