في مشهد يتكرر يومياً، تحصد الألغام الأرضية التي زرعتها ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً أرواح ومستقبل المدنيين في محافظة الحديدة (غرب اليمن)، حيث أصيب شاب ووالده بجروح خطيرة، الاثنين، إثر انفجار لغم أثناء مرور دراجتهما النارية في طريق فرعي بمديرية التحيتا.
وفقاً لمصادر محلية وإعلامية، كان الاثنان في طريقهما لقضاء حاجة يومية عندما انفجر لغم أرضي من مخلفات الحوثيين، مما تسبب في إصابتهما بجروح بالغة، تم نقلهما على إثرها إلى مستشفى الخوخة الميداني، الذي يعاني بدوره من نقص حاد في الإمكانيات الطبية لمواجهة الكارثة الإنسانية المتواصلة.
تعد محافظة الحديدة من أكثر المناطق تلوثاً بالألغام في العالم، حيث زرعت ميليشيا الحوثي مئات الآلاف من الألغام غير التقليدية والعبوات الناسفة خلال سنوات سيطرتها على المحافظة، مستهدفةً بشكل مباشر المدنيين العزل، خاصةً في المناطق الزراعية والطرق الفرعية التي يعتمد عليها السكان في تنقلاتهم اليومية.
وتشير إحصاءات محلية إلى أن الألغام الحوثية تسببت في مقتل وإصابة آلاف المدنيين، بينهم أطفال ونساء، وكذا شل حركة الحياة في قرى ومناطق كاملة بسبب تلوثها بالمتفجرات، ناهيك عن منع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، مما يفاقم أزمة الجوع في المحافظة التي تعاني أصلاً من أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
رغم وجود بعثة الأمم المتحدة في الحديدة، والتي يفترض أن تراقب انتهاكات الميليشيا، إلا أنها تتجاهل بشكل متكرر جرائم زرع الألغام، مما يطرح تساؤلات حول جدوى وجودها، بل ويتهمها ناشطون ومحللون بـ "التواطؤ غير المباشر" عبر صمتها المريب، خاصةً أن تقارير دولية متعددة قد وثقت استخدام الحوثيين للألغام كسلاح حرب ضد المدنيين.
يطالب أهالي الضحايا ومنظمات حقوقية بـتحرك دولي عاجل لنزع الألغام وإنقاذ المدنيين، ومحاسبة الحوثيين أمام المحاكم الدولية كمجرمي حرب، وإجبار البعثة الأممية على القيام بدورها في حماية المدنيين بدلاً من الاكتفاء بالتصريحات.
ما يحدث في الحديدة ليس مجرد انتهاكات عابرة، بل جريمة ممنهجة تستهدف طمس أي أمل في عودة الحياة الطبيعية لليمنيين، بينما يبدو العالم غارقاً في صراعاته، غافلاً عن معاناة شعب يواجه الموت يومياً بسبب لغم أو جوع أو مرض.