صعّدت حركة "حماس" من لهجتها تجاه الولايات المتحدة ومبعوثها الخاص ستيف ويتكوف الوسيط في مفاوضات وقف إطلاق النار فيقطاع غزة، في حين قللت من تهديدات إسرائيل باغتيال قادتها في الخارج.
وقلبت "حماس" الطاولة على ويتكوف ونتنياهو بنشرها رفقة "الجهاد الإسلامي" مقطعي فيديو لرهينتين إسرائيليين أحدثا صدمة واسعة بعد ظهورهما بجسدين نحيلين ومنهكين ويعانيان من الجوع الشديد أسوة بباقي سكان غزة، كما بررت الحركتان ذلك.
وفشلت العملية العسكرية المدمرة التي شنها نتنياهو على قطاع غزة، في تحرير الرهائن المتبقين، منذ استئنافه الحرب في مارس/ آذار الماضي، والذين تخفيهم "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في دهاليز "مدينة الأنفاق" التي أقامتها تحت الأرض.
وجاء ذلك بمثابة "صفعة" على وجهيْ ويتكوف ونتنياهو، وفق وصف مراقبين، خاصة أن نشر المقطعين أعقب كشف إسرائيل نيتها تنفيذ عملية عسكرية لأول مرة وسط قطاع غزة تمهد لتحرير الرهائن، وهو ما ردت عليه "حماس" بإعلان تفعيل ما أسمته "بروتوكول التخلص" في قرار صريح ومباشر بإنهاء حياة الرهائن، لو حدث ذلك.
توازى ذلك كله مع رفع وتيرة التهديدات الأمريكية والإسرائيلية الصريحة، على لسان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونتنياهو، باغتيال قادة "حماس" في الخارج، في الوقت الذي أفشل فيه نتنياهو مفاوضات الدوحة، كما تقول الحركة الفلسطينية.
وركز الإعلام العبري ودوائر التحليل السياسي على تصريح حسام بدران القيادي في حماس، وحقيقة المسار الذي تتخذه قيادة الحركة رغم كل ما أصابها خلال الحرب إلى الآن، حيث قال في أحدث تصريح له "إن التهديدات بتصفية قيادة حماس، سواء داخل قطاع غزة أم خارجه، ليست جديدة، ولا تردعنا ولا تُغير موقفنا".
وأضاف بدران: "إسرائيل وقيادتها تُكرر هذا بين الحين والآخر، وقد قضت على العديد من قادة الحركة، سياسيين وعسكريين، هذه التهديدات لا قيمة لها لدينا، ولا تؤثر على قراراتنا السياسية، ولا الميدانية، ولا على موقفنا في المفاوضات".
وتابع عضو المكتب السياسي: "نريد التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب، الكرة الآن في أيدي إسرائيل والأمريكيين الذين يدعمون مواقف إسرائيل ويؤخرون التوصل إلى اتفاق".
واعتبر بدران أن "المبعوث الأمريكي ويتكوف يتفاوض مع نفسه أو مع إسرائيل"، حسب تعبيره، مضيفًا: "حتى الآن، تواصُلنا مع الوسطاء مستمر ولم يتوقف، ولكن لا يوجد نقاش حول أفكار أو مقترحات جديدة".
وكان ويتكوف قد شن هجوماً لاذعاً على "حماس" عقب انتهاء مفاوضات الدوحة الأخيرة، معلناً فشل التوصل لاتفاق تهدئة في غزة، محملاً الحركة مسؤولية إفشالها، فيما قال الرئيس ترامب إن "حماس" لا ترغب في التوصل إلى حل ينهي الحرب لأنها لا تريد إطلاق سراح الرهائن.
بدوره، اعتبر أسامة حمدان القيادي الآخر في الحركة، في تصريح له، أن "الانحياز الفاضح الذي تظهره الإدارة الأمريكية وبعض الدول الغربية للاحتلال وأسراه، يمثل سياسة عرجاء تنظر بعين واحدة وتكيل بمكيالين" .
وانتقد خلال إحاطة صحفية، "تجاهل الإدارة الأمريكية وبعض الدول الغربية الداعمة للاحتلال أوضاع ومعاناة الأسرى الفلسطينيين والانتهاكات التي ترتكب ضدهم مقابل الاهتمام بأسرى إسرائيل".
وحمل حمدان حكومة نتنياهو المسؤولية الكاملة عن حياة جميع الأسرى لدى المقاومة، بسبب تعنّتها وغطرستها وتهرّبها من التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، وتصعيد حرب الإبادة والتجويع ضد شعبنا، حسب قوله.
وشدد في الوقت ذاته على "تحميل نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، مسؤولية الحالة التي وصل إليها الأسير الجندي إيفاتار ديفيد، بسبب تصعيد الحصار والتجويع ومنع وصول الغذاء والماء والدواء إلى قطاع غزة".
المصدر/ إرم نيوز