وصف الناشط في ميليشيا الحوثي، طه الرزامي، قرار سلطات صنعاء بتعيين مجاهد معصار رئيسًا للمجلس العلمي لجراحة المخ والأعصاب في اليمن بـ"المهزلة والفضيحة"، معتبرًا أن الأخير "شخص مزوِّر لا علاقة له بالطب من الأساس"، في واحدة من أجرأ الانتقادات الداخلية التي تطال منظومة الحوثي الصحية والتعليمية.
وفي منشور نشره على صفحته في فيسبوك، وجّهه إلى وزير الصحة في حكومة الحوثيين بصنعاء، علي شِيبان، وعدد من الجهات المعنية بالشأن الطبي، قال الرزامي: "هذا المزور مجاهد معصار قد أفدناكم وبالأسماء أنه زور مذكرة من مستشفى الثورة بأنه تدرب سنتين، واكتشف ذلك الدكتور إبراهيم صبيح، رئيس اختصاص المخ والأعصاب بالأردن، وطرده من مكتبه، وقال إنه عار على الطب".
وأضاف الرزامي أن معصار "تمكّن، بمساعدة يحيى الثور وعلاقاته في الأردن، من دخول مستشفى خاص للتدريب، حيث قام الطبيب نضال الروسان بالتنسيق مع المجلس الأردني، ومنحه شهادة بدون سجل أكاديمي يغطي ست سنوات كاملة، في مخالفة واضحة للمعايير العلمية".
وفي انتقاد لاذع لتعيين معصار رئيسًا للمجلس العلمي لجراحة المخ، قال الرزامي: "هل يعقل أن يصبح هذا المزور رئيس المجلس العلمي، العلمي… لجراحة المخ والأعصاب باليمن، وممثل اليمن في لجنة الامتحانات بالمجلس العربي؟! والله إنه عار على التعليم الطبي".
وحذر من أن استمرار معصار في منصبه قد يفضي إلى "فضيحة على مستوى الوطن العربي، ويدمر سمعة الزمالة العربية".
وختم الرزامي منشوره بالقول إن "تعيين شخص بهذه الخلفية الأكاديمية المشبوهة يُعد باطلًا ومبنيًا على التزوير"، داعيًا إلى عزله الفوري وفتح تحقيق شفاف في كيفية منحه المناصب الطبية العليا في البلاد.
ويعكس هذا الهجوم العلني من داخل صفوف الحوثيين أنفسهم حالة الغضب المتزايد من ممارسات التمكين العشوائي وتوزيع المناصب بعيدًا عن الكفاءة والنزاهة، ما يهدد قطاعات حيوية مثل التعليم الطبي والصحة العامة، ويزيد من فقدان الثقة الشعبي بمؤسسات الدولة تحت سلطة الجماعة.
ويرى مراقبون أن هذه الواقعة ليست حالة فردية، بل تأتي في سياق تدهور أوسع للقطاع الصحي، في ظل تفشي الفساد والمحسوبية، وسط غياب أي رقابة فعلية على مؤهلات من يتم تعيينهم في مواقع حساسة تمس حياة الناس ومستقبل الأجيال القادمة.