تجسيدا لمدى الانحدار الأخلاقي والسلطوي الذي وصلت إليه مليشيا الحوثي، أقدم أحد قيادات الجماعة على الزجّ بوالده المسنّ خلف القضبان، في مدينة إب، بالتوازي مع حملة اختطافات واسعة شنتها المليشيا طالت عدداً من المعلمين في مديريات مختلفة.
وأفادت مصادر محلية، بأن القيادي الحوثي المدعو محمد عبدالمجيد عضيب منتحل رتبة رائد، ويشغل منصب "مشرف ثقافي" للمليشيا في مديرية المشنة، قام بسجن والده البالغ من العمر 70 عام، في قسم شرطة "الشِّعَاب"، التابع للمديرية ذاتها، عقب خلاف عائلي على منزل يمتلكه الأب.
المصادر أكدت أن عضيب استغل نفوذه داخل الجماعة وانتحاله رتبة "رائد" لتنفيذ اعتقال والده بطريقة مهينة وغير قانونية، ما أثار موجة غضب عارمة في أوساط سكان الحي، الذين وصفوا الواقعة بأنها "انحطاط قيمي وأخلاقي غير مسبوق".
بالتوازي، كثّفت مليشيا الحوثي حملات الاختطاف التي تستهدف المعلمين في محافظة إب، حيث اختطفت خلال الساعات الماضية اثنين من التربويين في مديريتي القفر وفرع العدين.
وبحسب شهود عيان، فإن المليشيا اعتقلت التربوي أمين الحداد أثناء خروجه من مدرسة ابن سينا الأهلية بمنطقة مفرق رهيش بمديرية القفر، بالتزامن مع اختطاف الأستاذ عبدالعزيز علي سفيان من مدرسة السلام بمنطقة الوزيرة بمديرية فرع العدين.
وبذلك يرتفع عدد المعلمين المختطفين خلال أسبوع واحد إلى أكثر من 8 تربويين، جرى اقتحام مدارسهم واعتقالهم تحت ذرائع واهية أو بدون أي مبرر، وسط صمت رسمي وتجاهل من الجهات المختصة.
ومنذ أواخر مايو الماضي، تشن مليشيا الحوثي حملة قمع ممنهجة طالت العشرات من الأطباء، والمحامين، والوجهاء، والمعلمين في أغلب مديريات محافظة إب، في ما يصفه مراقبون بـ"حالة هستيرية من الخوف والذعر الداخلي" تعيشها الجماعة مع تصاعد الغليان الشعبي ضد سلطتها.